حادثة ترسين .. مأساة هزت العالم

حادثة ترسين .. مأساة هزت العالم

أمدرمان: الهضيبي يس

أثارت قضية الإنزلاق الأرضي الذي وقع بمنطقة جبل مرة بولاية وسط دارفور قبل أيام وتضاربت الأنباء حول أعداد القتلى جدلا كبيرا على الصعيد الدولي والمحلي. وأعتبر مراقبون أن الحادثة كارثة طبيعية هزت العالم، وتسببت فيها الأمطار الغزيرة التي هطلت هذا العام. لذلك فإن حادثة قرية ترسين، ماهي إلا كارثة لفعل تغير مناخي ارتد على السكان. ولكن سعت عدة أطراف لتسخيره لدواعي سياسية من حيث التضخيم ورفع مستويات الأرقام وسط انعدام آليات التحقق لمعرفة دقة ما يتم تداوله حول حقيقية وحجم الكارثة.

 

وظلت منطقة جبل مرة طوال السنوات الماضية تشهد معارك عسكرية بين الجيش السوداني، وقوات حركة تحرير السودان المتمرده بقيادة عبد الواحد محمد نور، مما أفقدها امكانية توفير الخدمات للمواطنين وتحولت لرقعة جغرافية يصعب التعامل معها نتيجة للموقع الجغرافي والمتغيرات المناخية، بينما لجأ المواطنين لسفوح الجبال. ووفقا لشهادات سابقة منهم فإن الأمر يعود هربا من نيران الحرب التي قضت على كل مقومات الحياة هناك.
ودعا كل من رئيس الوزراء د. كامل إدريس وحاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي المجتمع الدولي والمنظمات العاملة في الحقل الإنساني للتدخل العاجل لانتشال جثامين القتلى وتقديم المساعدات الإنسانية لقاطني المنطقة.
ووعدت الأمم المتحدة عقب اتصال أجراه الأمين العام أنطونيو غورتيش مع رئيس الوزراء السوداني د. كامل إدريس بإجراء تدخل عاجل والتحقيق حول مجريات وأرقام الحادثة التي أضحت في تضارب يومي. وتلقت الحكومة برقيات تعزية من دول ومنظمات إقليمية ودولية منها جامعة الدول العربية، ومصر، وقطر، وتركيا، وتعهدت معظم تلك الدول بالوقوف مع السودان وتقديم من المساعدات الكافية التي تعمل على تخفيف معاناة المواطنين.
وبشان عمليات الإنقاذ التي ماتزال تجري في المنطقة فقد استطاع فريق الهلال الأحمر السوداني من إنقاذ (12) جثة حتى الآن من تحت الأنقاض. وقالت الجمعية، أنها تواجه صعوبات بالغة منها وعوره الطريق وتفاصيل المنطقة التي تحاط بسلسلة جبلية تحتاج لتعامل خاص مع قلة الكوادر والمتطوعين العاملين ضمن صفوف الجمعية.
ويشير الكاتب الصحفي والمحلل السياسي الرشيد محمد أحمد إلى أن حادثة الإنزلاق الأرضي الذي تعرضت له منطقة جبل مرة عند قرية ترسين كانت اختبارا حقيقيا للتحقق والاستوثاق من كل مايرد بشأن السودان على مستوى المواقع الاسفيرية والناشطين، أيضا تظل المسؤولية تقع على عاتق الحكومة في تطابق آلياتها مع ماينساب من معلومات وسط تضارب عن الوفيات وارتفاع الأرقام فهي الجهة الوحيدة المناط بها التعامل مع توفير البيانات للمؤسسات والمنظمات الدولية.

ويضيف الرشيد: إن مسعى توظيف مايتعرض له السودان بصفة سياسية ولو على حساب أوضاع السودانيين بات أمرا معلوما وتقود هذا التوجه أطراف إقليمية، ودولية بالتعاون مع جهات داخلية من تنظيمات سياسية، ومنظمات مجتمع مدني، ويهدف الأمر إلى أضعاف مؤسسات الدولة في اطار مايعرف برسم الصورة الذهنية.
وزاد: ان تفاعل بعض المنظمات الإقليمية والدولية مثل الاتحاد الأفريقي، والأمم المتحدة، والاتحاد الأوربي مع الحادثة وفقا لماورد من جهات سياسية ومنظمات مشكوك في نشاطها على صعيد حجم ووقع الحادثة بالرغم من أنه كان بالإمكان التأكد من مدى مجريات ماحدث، فمن الملاحظ أن كل ما يتداول استند على روايات لشهود عيان حتى الآن وليس لجهات رسمية يعتد بدقة معلوماتها.