
د. عمر كابو يكتب: هي القضارف وفية سخية في لين وحب ومأثرة
ويبقى الود
د. عمر كابو
هي القضارف وفية سخية في لين وحب ومأثرة
** لكل كاتب طريقته التي يكتب بها من حيث اختيار الزمان والمكان والمناخ المعاون على تسلسل وتناسل الفكرة محل الموضوع.
** في ذات الوقت لكل طريقته في أسلوب الكتابة من حيث المراجعة والتدقيق حذفًا وإضافة.
** أدخل عامي العاشر كاتبًا ملتزمًا بأسلوب غلب عليه الاسترسال دون أن أكبح جماح الفكرة ومن غير أن أقف مراجعًا ومصححًا لما كتبت ليس ثقة في ملكة حباني الله بها بقدر ماهي خوف من محو فكرة صاغها وجداني وأخشى إعمال العقل نزولًا لمقتضى بطش النظام أو السلطان أو المواجهة.
** لكن أصدقكم القول بأنني ما سأكتبه اليوم قد أعدت مراجعته وترددت مرات ومرات في الاستكانة والطمأنينة إليه فكيف لمثلي من الضعف أن يصدر مقال ثناء وشكر وتقدير في حق أنقياء أوفياء فضلاء في سمو أصدقاء عباس كابو؟!.
** ترددت ما في ذلك من شك ومزقت المقال تلو المقال عاجزًا في اختيار كلمات تليق بفضلهم وكرمهم ووفائهم لرجل جمعت بينه وبينهم أجمل اللحظات وأطيب الذكريات وأنبل المواقف العاطرات.
** ترددت وأنا الذي تعودت طوال مسيرتي الصحفية ألا تأخذ المقالة مني أكثر (40) دقيقة في غالب الأحيان والأحوال لكن هذه المرة اختلف الحال واستعصت الكلمات واستجاشت المشاعر حين خالطها الدمع السخين.
** كان صباحًا مشرقًا بالرضا والحبيب الشقيق صلاح كشة يزف لي وفاء تجار أسواق المحاصيل وموظفيها الذين جادوا بأموالهم في سخاء نادر لأجل سد حاجة أبناء المرحوم عباس كابو ضمانًا لعيش كريم ولقمة حلال وحياة مطمئنة مستقرة رخية.
** تدافعوا دون إبطاء أو تمهل أو تردد في توفير احتياجات مشروع يغطي حاجات أسرتيه حتى لا يضحوا من بعد رحيله عالة يتكففون الناس.
** هؤلاء رجال نعرف قدرهم وكرمهم وأصالتهم محل تقدير أهل القضارف ولذلك لا يستغربن أحدكم أو تصيبه دهشة بما صنعوا فهم محملون على الكرم والعطاء والوفاء، أياد خلقت لتعطي ونفوس عاشت لتنفق وأرواح هامت سماء الصفاء والوداد والوفاء والاخلاص للراحل عباس كابو.
** حياء من مواقفهم الأصيلة النادرة هذي تحول دون إيراد أسمائهم التي خلدت بصمة في قلوب أسرته وأهله وأبنائه وأخوانه وأصدقائه والأقربين لقلبه.
** لنذكرهم فهم بإذن الله سيذكرهم في ملأ أعلى أفضل وأبرك وأعظم وأفخر من أهل الأرض.
** أما نحن أسرته أخوانه وأبناؤه وأمهاتهم فسنظل مقيدين بقيد هذا النبل والنخوة والفضل مادمنا على وجه البسيطة لن ننسى هذا الاحسان أوفياء له.
** زملاء الراحل عباس موظفو أسواق المحاصيل: جمعتكم بعباس سنوات طوال من الإلفة والضحكة المرنة والإرادة القوية قدمتم نموذجًا نادرًا في شرف الزمالة والمحبة والتسامح وأنتم تتقاطرون زرافات ووحدانًا تملأون فضاء المستشفى بمجرد سماعكم نبأ ولوجه إليها لينتهي بكم المقام لاقتسام مرتباتكم الضعيفة من أجل استكمال مشروع تأمين قوت أبنائكم لن نستطيع أن نوفيكم بعض من حق.
** تجار أسواق المحاصيل: تقضون الساعات الطوال معه في مكتبه ولأصالة عظيمة فيكم ومن لطف جمل خلقكم وبطيب نفس سارعتم في سخاء نادر للتبرع الضخم الكبير انطلقتم في ذلك من معزة خالصة له وحب وافر لشخصه العزيز عليه موقف هو أكبر من كلماتنا أعظم من كل الأشعار.
** الأهل والجيران والأصدقاء بولاية القضارف هي القضارف أمنا الرؤوم تثبت كل يوم أنها أطيب بقاع الأرض سخاء وكرم وإحسان.
** أيها الناس لم أكتب لأشكر فهؤلاء جميعا من شكري أعظم وأشمخ وأكبر وانما كتبت إيثارا لنفسي بنعمة العافية.
** أما تؤام الروح عباس إليك أقول لا جف الدمع ولا سلى الفؤاد فالجرح لم يزل كبير أنقب في وجوه الرجال أبحث عن من يسد محلك فهو ما زال شاغرًا عجزت الدنيا أن تعوضني شبيهك فمكانتك محال محال عسير أن تسد لك مني صادق الدعاء وافر الشكر أن صادقت مثل هؤلاء الرجال الذين لم يبخلوا علينا بشيء جزاهم الله خير الجزاء.
** مودتي لهم جميعًا وأرجو أن يغفروا لنا الزلات وتقاصر الكلمات.