إسحق أحمد فضل الله يكتب: (أيام الذكاء في السينما)

مع إسحق

إسحق أحمد فضل الله

(أيام الذكاء في السينما)

مستحيل أن تعرف كم بقى لك من عمر، وتعجز لأنك لا تستطيع رؤية مخزونك من الأيام.
لكن عبقرية فيلم جميل تقتحم هذا.
وفي الفيلم ما بقى من عمرك مكتوب على ذراعك… بالساعة والثانية، وهو يتناقص كل ثانية.
لكن العمر هذا يمكن زيادته بالشراء من أعمار الآخرين… (كيف غفل الشيوعيون عن صناعة هذه الصورة في جهدهم لكشف استغلال الرأسمالية للفقراء؟). ولأول مرة في التاريخ، الفيلم يجعل شراء وسرقة وسلب أعمار الآخرين شيئًا تراه العيون.
(في فيلم آخر اسمه صمت الحملان، أحد الأثرياء يستمتع بمشاهدة المنتحرين وهم ينتحرون… ويدفع لهم الأموال التي يتركونها لأبنائهم).
والفيلم هذا الذي يجعل العمر يزيد وينقص، يجعل هناك انتحار… ونصف انتحار… وربع انتحار.
والفيلم هذا ينجح جدًا لأنه فتح للناس الباب الذي ظلوا عاجزين أمامه.
ومدهش أن المشاهدين بعد الفيلم يشرعون في إضافة ألف مشهد إليه، مثل من تعلق بذهنه لحن أغنية ويظل يضيف إليها.
العبقرية هي أن تجعل الصعب سهلًا.
وصعب جدًا – في الذهن الآن – صعب جدًا إعادة السودان. لكن العبقرية سوف تعيده.
(2)

العقل العربي
أعظم دراسة للعالم العربي، وكيف جرى تكوينه… والكاتب هو الجابري.
وناقِد يقول ساخرًا:
(يكفي الجابري فخرًا أنه كتب خمس مجلدات عن شيء لا وجود له).
لكن الدراسة التي تثير ركام التاريخ والفلسفة والدين تجعل القارئ يقرأ أقوال المتصوفة والحلول، فيجد أمامه محمود محمد طه.
والقارئ يقرأ صفحات الصراع أيام الأندلس وخرابها، فيجد أمامه خراب السودان والعراق واليمن اليوم.
والقارئ يقرأ صفحات المواثيق مع أهل الصليب، فيجد ثمانين عهدًا موثقًا بين إيزابيلا وآخر ملوك الأندلس… وفيها سلامة كل شيء، وبعد التسليم يجعل البابا إيزابيلا تنقض كل شيء، وتفعل بالمسلمين ما يسمى (محاكم التفتيش).
المحاكم التي لا يجد العالم لها اسمًا آخر، لأن الكلمات التي تصفها لا توجد في أي لغة.
والجابري كأنه يصف مقاربة العالم الإسلامي الآن لإسرائيل وأمريكا عبر الاتفاقيات.
(3)
القراءة كانت متعة… فأصبحت شواهد قبور.
والسينما في العالم كله تتعفن.
وموجة هائلة من تزييف التفاسير وكتب الحديث النبوي تتدفق الآن. آلاف “المتعاونين” يعملون هناك الآن.
الموجة هذه ما يصنعها هو أن الغرب وجد أن الشباب المسلم الآن يلتفت (تحت المواجع) إلى التراث المسلم ويجد الحل… الحل في العودة إلى الإسلام.
والحرب تريد بهذا التزييف نسف آخر الجسور.
ودول (مسلمة) تعرض خدماتها..