سليل الفراديس .. قصة أنشودة خالدة

فجرت الخلاف بين عثمان حسين وخالد أبو الروس

 

سليل الفراديس .. قصة أنشودة خالدة

 

بقلم: أمير أحمد حمد

أنت يا نيل يا سليل الفراديس
نبيل موفق في مسابك
حضنتك الأملاك في جنة الخلد
ورفت على وضي عبابك
في محراب النيل تلك الأنشودة التي شدا بها أسطورة النغم وصاحب الذوق الرائع عثمان حسين ومن كلمات سليل الأسرة الكتيابية وصاحب الإشراقة أحمد التجاني يوسف بشير وقد سماه والده بهذا الإسم المركب تيمنا بشيخ الطريقة التجانية.
أختار هذه الكلمات الأستاذ عبد الله حامد الأمين صاحب الندوة الأدبية بأمدرمان لكي يلحنها عثمان حسين فقد كان ذواقا للكلمة التي تدعوه إلى تفجير الألحان التي تتناسب مع الكلمات والدليل على ذلك لحن هذه الأنشودة، فإذا قدر الله لك أن تستمع إليه فلابد يذهب خيالك إلى شاطئ النيل وكأنك جالس أمام ضفته. فاللحن لحن تصويري في المقام الأول، فمقدمة اللحن تصور صوت مياه النيل في شكل بديع. ثانيا: كانت فكرة اللحن جديدة على المستمع السوداني، فوجد إشادة من بعض النقاد ووجد نقد أيضا من بعض النقاد. ولعل أعنف نقد على لحن هذه الأنشودة جاء من الناقد والشاعر خالد أبو الروس، وقد كان أحد شعراء الفنان إبراهيم الكاشف فمنحه عدد من الأغنيات، أغنية صابحني دائما مبتسم، والمقرن في الصباح، وحيرت أفكاري. فأبو الروس كان مسيطرا على الساحة الفنية بأعماله في النقد وتأليفه المسرحيات أشهرها خراب سوبا. فبالتالي كان مؤثرا على الذوق الفني العام، فماذا قال عن لحن الأسطورة؟. قال: (لو كان الشاعر التجاني حيا وأستمع لهذا اللحن لمات مرة أخرى). وقع هذا النقد على عثمان حسين كالصاعقة وكاد أن يترك الغناء بسبب هذا النقد. ولكن إنبرى الصحفي جهير السيرة رحمي محمد سليمان للرد على نقد أبو الروس، وأشاد باللحن وناشد عثمان حسين بمواصلة الإبداع، وبل منحه أغنية وعلى ما أظن أغنية ودعتك ودعني وفارقتك فارقني وخلي قلبي في حالو. وكان لهذا الإشادة دور كبير في إبداع الأسطورة، الذي تجاوز النقد والخلافات مع أيو الروس ولم يتوقف بعدها عن تفجير ينابيع الألحان الشجية. ولكن للأسف هذه الأغنية لها تسجيل ضعيف في الإذاعة يكاد لا يسمع. وزيادة لم يحتف بها عثمان حسين كثيرا وتقول بعض كلماتها:

ودعتك ودعني فارقتك فارقني
سيب قلبي في حالو
ودعني لا زلت أطراه
فارقني النادية ذكراه
من طلعتو النائرة
الضاحكة دنياه
لو لا حنان قلبي لكنت أنساه
مع انو جافي عنيد
ما زلت أطراه
ودعتك ودعني فاقدك فارقني
سيب قلبي في حالو
ودعني الباكية عيناه
فارقني الطال علي نواه