جهود لإخلاء الخرطوم من التشكيلات العسكرية والكيانات المسلحة

تمهيدا لعودة المواطنين
جهود لإخلاء الخرطوم من التشكيلات العسكرية والكيانات المسلحة
أمدرمان: الهضيبي يس
قالت الحكومة السودانية إن لجنة إعمار الخرطوم التي شكلها رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان تمكنت من إبعاد أكثر من 3 آلاف مقاتل خارج ولاية الخرطوم، يمثلون 98% من القوات المقاتلة بالولاية. وكان البرهان قد أصدر قرارًا في يوليو الماضي بتفريغ العاصمة الخرطوم من جميع التشكيلات العسكرية والكيانات المسلحة خلال أسبوعين من القرار. وقال عضو مجلس السيادة ورئيس لجنة إعمار الخرطوم الفريق إبراهيم جابر في مؤتمر صحفي، الأحد، عقد بأمانة حكومة ولاية الخرطوم، إن لجنة الأمن قررت إخلاء الخرطوم من القوات المقاتلة بناءً على توجيهات قائد الجيش. وأضاف أنه تم تحديد مواقع التشكيلات العسكرية المختلفة خارج ولاية الخرطوم ووجه جابر بنشر الشرطة وقوات الأمن في 13 مدخلًا للولاية، مؤكدًا أن حماية الخرطوم مسؤولية تلك القوات.
وتأتي هذه الخطوات تأتي في وقت تتصاعد فيه شكاوى سكان العاصمة في محلياتها السبع من تردي الوضع الأمني، في ظل استمرار وجود عناصر مسلحة، إلى جانب مجموعات متفلتة متهمة بارتكاب عمليات سرقة ونهب.
ولفت جابر إلى أن وسط الخرطوم تعرض لتدمير ممنهج في الخدمات، وقال إن تكلفة إعادة إعمار الوزارات في وسط الخرطوم كبيرة جدًا، مشيرًا إلى الاستفادة من الأبراج المملوكة للدولة، مثل أبراج المعادن.
هذا وأفاد الأمين العام لمجلس السيادة محمد الغالي بأن الحكومة قررت إخلاء وسط الخرطوم من جميع الوزارات باستثناء وزارتي الداخلية والصحة.
من جهته، قال وزير الدفاع الفريق حسن داؤود كبرون، إنه تم إخراج 3226 مقاتلاً من الخرطوم إلى أماكن بعيدة عن المدن، وأكد أن الجيش من أولى القوات التي أخلت مقارها المعروفة في ولاية الخرطوم، واشار إلى أنه تم إبلاغ القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح بإخلاء الخرطوم من القوات المقاتلة بحضور عضو مجلس السيادة صلاح رصاص، وكشف كبرون أن عدد الأجانب واللاجئين في البلاد 38 ألفًا، تم ترحيل ألفين منهم إلى بلدانهم بالتعاون مع سفاراتهم والأجهزة الرسمية.
وطالب الوزير المواطنين بعدم التعامل مع الأجانب الذين لا يحملون وثائق الإقامة، والسفارات والبعثات الدبلوماسية في السودان بالحرص على تقنين أوضاع رعاياها، ونبه إلى أن فرق إزالة الألغام والأجسام غير المتفجرة أزالت آلاف الألغام بولاية الخرطوم بغرض تأمين عودة المواطنين إلى مدن العاصمة.
ويقول الكاتب الصحفي والمراقب لتطورات الشأن المحلي عثمان المدني أن ماتقوم به لجنة تهيئة البيئة والعودة للعاصمة الخرطوم أمر يستحق المساندة والدعم بالرغم من جملة التحديات التي تحيط بالدولة بدء من شح الامكانيات وقلة الكوادر البشرية، مشيرا إلى أن الأمر يحتاج لتدبير وتخطيط وفقا لرؤية خارج صندوق ودولاب العمل المعتاد لتعزيز ثقة المواطنين للعودة للعاصمة الخرطوم.
ويضيف مدني أن هناك مهام أخرى تتمثل في مكافحة نواقل الأمراض مثل الكوليرا، وحمى الضنك وتنفيذ حملات إصلاح البيئة، فضلا عن نشر الدوريات لتأمين الأسواق والمحال التجارية والمستشفيات، وهو ما سيسهم في تشجيع المواطنين على العودة، ولابد هنا من جمع الأموال بتكوين صندوق يخصص للإعمار على أن يبدأ بتوفير المياه النقية الصالحة للشرب والكهرباء التي تضررت كثيرا، خاصة محطات التوليد والمولدات التي نهبت وتقدر بملايين الدولارات.
ونادى مدني بسن سياسات تشجع على إعادة الأنشطة التجارية الخدمية وانسياب السلع ومكافحة الاحتكار ومتابعة القرارات الخاصة بالإصلاح الاقتصادي على مستوى تنظيم حركة الاستيراد والصادر، وتسخير الإيرادات لصالح التنمية وإعادة الأعمار.