عوض عبد الرازق سكرتير الحزب الشيوعي الذي اغتالوه حسداً وغدراً

كتب: محرر ألوان

اعترف الأستاذ محمد إبراهيم نقد، سكرتير الحزب الشيوعي السابق، في حواره مع الصحفي ضياء الدين بلال، اعترافاً خطيراً مفاده أن الخارجين عن الحزب أو المفصولين منه إذا صمتوا فإننا لا نستهدفهم، أما إذا حاولوا تكوين تيار مناوئ فإننا نعاملهم بلا رحمة.
عبر هذا التوجه الاستبدادي تم اغتيال الكثير من الشخصيات الحزبية المؤسسة، أشهرهم الجنيد علي عمر، وعبد الرحمن الوسيلة، والشاعر المنتحر شيبون. وأمامهم في التعذيب وإشانة السمعة كان الأستاذ الراحل عوض عبد الرازق، مؤسس حركة السودان للتحرر الوطني (حستو)، الذي أزيح قسراً وظلماً منها، وتم تنصيب عبد الخالق محجوب بديلاً عنه بحجة أنه كان يوالي حزب الأشقاء والتحالف النضالي والوحدوي مع الشقيقة مصر، عكس تيار عبد الخالق الذي انتمى للجبهة الاستقلالية المكونة من حزب الأمة وأشياعه.
وقد نجح الحزب الشيوعي في طمس وإقصاء هذا المثقف الكبير، وتسميته في صحافتهم ومجالسهم بالانتهازي حتى كاد أن يكون هذا اسمه، إلى أن دخل القبر. بل إنهم أخفوا من الأرشيف السوداني حتى صورته الشخصية، وقد نجح أرشيف ألوان في أن يجد هذه اللقطة النادرة للراحل عوض عبد الرازق.
وقد أفرد السيد رئيس التحرير الأستاذ حسين خوجلي، في كتابه تحت النشر المسمى الغامضون، ملفاً خاصاً عن الرجل. ومن المفارقات أنه كان رئيس قسم الأخبار والترجمة بالإذاعة السودانية، ورغم أنه كان يعد من المثقفين الكبار إلا أنه مات وحيداً في غرفة نائية بمنزل حكومي كانت تستغله إحدى الوزارات.
مات الرجل وحيداً ومريضاً وفقيراً، دون زوجة ودون ذرية. وكم في السياسة من ضحايا ومظاليم؟.