البرهان وإدريس في نيويورك .. شرعية ومكاسب دبلوماسية

شواهد قبل انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة
البرهان وإدريس في نيويورك .. شرعية ومكاسب دبلوماسية
تقرير: مجدي العجب
حاولت مليشيات الجنجويد وأذرعها السياسية عن طريق الكفيل الإقليمي مرارا الإنتقاص من شرعية الحكومة السودانية، بل حاولت ولا زالت تضع المتاريس والعقبات كلما تحرك السودان خارجيا. وكل ذلك من أجل المساواة بين الدولة السودانية وحكومتها الشرعية التي يلتف حولها كل الشعب السوداني، فمن يمنح الشرعية سوى الشعب الذي يقف ضد المليشيات المتمردة ويرى أنها لن تعود إلى الساحة مرة أخرى بعد كل الجرائم التى ارتكبتها في حق المواطن الأعزل. إذا سوف يذهب رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان وفي معيته رئيس مجلس الوزراء الدكتور كامل إدريس وعدد من رجال الدولة والدبلوماسيين إلى نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية في اكتوبر المقبل للمشاركة في أعمال الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة وفي ذلك منافع كثيرة ومكاسب سوف يجنيها السودان. وإلى ذلك الوقت فإن هذه الرحلة تختلف عن غيرها في كل مراحلها خاصة وأن الحكومة السودانية تطل فيها عبر نافذة الشرعية من الولايات المتحدة الأمريكية.
مكاسب دبلوماسية
ومن المنتظر أن يتوجه البرهان، وكامل إدريس، إلى مدينة نيويورك خلال شهر أكتوبر المقبل، للمشاركة في أعمال الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة، التي تستضيفها الولايات المتحدة الأمريكية.
ووفقًا لما أوردته بعض وسائل الإعلام، فإن الوفد الرسمي الذي سيشارك في الاجتماعات سيكون برئاسة الفريق البرهان، ويضم في عضويته كلاً من رئيس الوزراء الدكتور كامل إدريس، ومدير جهاز المخابرات العامة الفريق أول أحمد إبراهيم مفضل، ووزير المالية الدكتور جبريل إبراهيم، إلى جانب وزير الدولة بوزارة الخارجية السفير عمر صديق.
وأفادت مصادر مطلعة بأن الفريق البرهان هو من بادر بطلب ضم الدكتور إدريس إلى الوفد، في خطوة غير مسبوقة تشهد لأول مرة مشاركة رئيس الدولة ورئيس الحكومة معًا في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، ما يعكس تحولًا في نمط التمثيل الرسمي للسودان على الساحة الدولية.
ويحمل الوفد السوداني في جدول أعماله مجموعة من الملفات ذات الأولوية، تشمل تعزيز الاستقرار السياسي في البلاد، ودعم الاقتصاد الوطني، إلى جانب التصدي للأزمة الإنسانية الناتجة عن النزاعات الداخلية والضغوط الخارجية، كما يسعى إلى فتح آفاق جديدة أمام الحكومة السودانية بصيغتها الحالية.
وأكد البرهان على أهمية وجود الدكتور كامل إدريس ضمن الوفد، لما له من دور محوري في إدارة الحوارات الدبلوماسية مع نظرائه من رؤساء الحكومات وممثلي الدول الأعضاء في المنظمة الدولية. وأوضحت المصادر أن هذا التوجه يعكس ثقة القيادة السودانية في الكفاءة الدبلوماسية التي يتمتع بها إدريس، بالنظر إلى خبرته الطويلة في العمل داخل منظومة الأمم المتحدة، حيث شغل مناصب رفيعة لسنوات عديدة، إضافة إلى شبكة علاقاته الدولية الواسعة.
ومن المتوقع أن يركز الوفد السوداني خلال مشاركته في الجمعية العامة على طرح التحديات السياسية والاقتصادية والإنسانية التي تواجه البلاد، مع السعي إلى تعزيز الدعم الدولي للسودان في ظل الأزمات المتعددة التي تمر بها الدولة.
كما أشارت المصادر إلى أن الدكتور كامل إدريس، بفضل خلفيته الأكاديمية وتجربته الدبلوماسية، سيضطلع بدور أساسي في نقل وجهة النظر السودانية إلى المجتمع الدولي، من خلال سلسلة من اللقاءات الثنائية مع قادة الدول والمنظمات الدولية، إلى جانب مشاركته الفاعلة في الجلسات الرسمية للجمعية العامة.
تعزيز حضور السودان
ويقول الأكاديمي والمحلل السياسي د. محمد تورشين: بلا شك أن مشاركة رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان في الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة في مدينة نيويورك بالولاية المتحدة الأمريكية ستسهم بشكل كبير جدا في تعزيز حضور السودان في المحافل الدولية، خاصة وأن أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة تعتبر من أهم الفعاليات الدولية التي تشارك فيها العديد من الدول وكذلك المنظمات الدولية. ولفت إلى أنه فضلا عن ذلك فإن دبلوماسية القمة والمؤتمرات للتواصل وكذلك التباحث مع عدد من الدول في مختلف القارات لاسيما الدول الكبرى.
وزاد تورشين في حديثه لألوان أن الحكومة السودانية لا تعانى من عدم الشرعية وإنما هي حكومة شرعية ومعترف بها في المحافل الدولية والشاهد حضور رئيس مجلس السيادة للدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة ويتم دعوتها للمحافل الدولية بشكل مستمر. مضيفا: في تقديري هي مسألة معلومة تماما وفي الجلسة الثمانين سوف تكون المشاركة أكثر فاعلية بحضور رئيس الوزراء السوداني الدكتور كامل إدريس، وهذا سيتيح فرصة بشكل أو بآخر بأكبر قدر ممكن من الدول وبالتالي أعتقد أن السودان في هذه الجلسة سوف يحقق مكاسب أكثر من التي حققها في الفترة السابقة.
شرعية مكتملة
أما الأكاديمي والمحلل السياسي د. محي الدين محمد محي الدين فيقول إن شرعية الحكومة السودانية لا تحتاج لدليل فهي مكتملة. وأضاف في حديث خص به ألوان: إن رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان ظل حاضرا في المحافل الدولية والإقليمية وحضوره للدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، ما هو إلا تعزيز لذلك. وزاد في حديثه لنا قائلا: لكن هذه المرة فهي فرصة كبيرة للحكومة السودانية في وجود رئيس الوزراء الدكتور كامل إدريس لإجراء لقاءات مع عدد من القوى الدولية للوصول إلى تطبيع دبلوماسي. وعموما وجود رئيس مجلس السيادة ورئيس الوزراء أمر فيه فرصة جيدة على الصعيد الدولي وانطلاق السودان دبلوماسيا.