عصام جعفر يكتب: الضحك على الذقون العربية

مسمار جحا

عصام جعفر

الضحك على الذقون العربية

مخطئ وساذج من يظن أن الإدارة الأمريكية، وترامب بالذات، لم يكونوا على علم بالضربة الإسرائيلية التي وُجّهت إلى قطر في استهدافٍ صريحٍ لوفد حماس المشارك في المفاوضات.
بين تل أبيب وواشنطن تنسيقٌ تام في كل صغيرة وكبيرة، وكل الحماقات والتهور الذي يرتكبه نتنياهو يكون بعلم ترامب ومباركته. وليس هناك خلاف أو اختلاف بين الرجلين، وإنما هناك تبادل أدوار لذرّ الرماد في عيون العالم، وللضحك على الذقون العربية والإسلامية.
القاعدة العسكرية الأمريكية في قطر، التي تُسمّى عديد، ظلّت بُكماً عُمياناً وصمّاء، لم تسمع بالصواريخ الإسرائيلية التسعة التي ضربت مدينة الدوحة، ولم تُحرّك ساكناً لأنها تعلم أنها صواريخ “صديقة” وحليفة، ووجهتها مصدّق بها.
إسرائيل وأمريكا أولياء بعض، وكلاهما على منهج واحد في الطغيان والإرهاب وابتزاز الشعوب وتركيعها، وإسرائيل مقدَّمة عند أمريكا أكثر من أي دولة مهما كان بينها وبين أمريكا من حلفٍ أو اتفاقات، ومهما زعمت أمريكا أنها تقدّم الحماية لهذه الدول.
قطر دولة حليفة لأمريكا وصديقة، وتقوم بأدوار مهمّة في المنطقة لصالح الأمن والسلم الدوليين، ولكن رغم ذلك فهي ليست أقرب من إسرائيل ربيبة أمريكا التي ترضع من ثديها أوهام التسلط والقوة والتفوّق، وتشاركها قيم التعاون على الإثم والعدوان.
ويكاد المريب يقول: “خذوني”، فقد سارع نتنياهو عقب الضربة إلى إعلان أن هذا العمل قامت به إسرائيل لوحدها وبقرار منها، وأنها تتحمّل مسؤولية الهجوم وحدها، في محاولة لإبعاد أي شبهة عن ترامب وأمريكا.
أمريكا تزعم أنها تحمي الدول العربية، لذلك تنال منها المال الوفير والإتاوات المفروضة. لكن السؤال المهم: ممّن تحمي أمريكا العرب؟
دولة إسرائيل المارقة الآن تضرب في كل مكان: في غزة، لبنان، سوريا، اليمن، والآن قطر، وكل ذلك في آنٍ واحد. فهل تنتظر بقية الدول العربية دورها، أم تنتفض وتنزع عنها ثوب العجز والذلّة الذي ألبسها إيّاه ترامب المجنون وصديقه المجرم نتنياهو؟.