تدفق المرتزقة .. المؤامرة مستمرة

تدفق المرتزقة .. المؤامرة مستمرة
أم درمان: الهضيبي يس
أفادت وسائل إعلامية محلية قبل أيام بأن مطار الرئيس التشادي السابق (حسين جاموس) كان قد استقبل خلال الفترة الأخيرة أكثر من (3000) مرتزق، استجلبتهم أطراف إقليمية ودولية معادية للسودان من دول جوار أفريقية مختلفة وبعضهم من خارج الحدود، حيث تم استجلاب مرتزقة من سوريا، اليمن، وما يسمى بأرض الصومال، كينيا، جنوب أفريقيا، كولومبيا، أوكرانيا، وغيرها من الدول. وأشارت المصادر أن بعض هؤلاء المرتزقة يتم تجميعهم في معسكرات تتبع لخليفة حفتر في مدن (بنغازي والكفرة) الليبية. بينما يهدف تجميع المرتزقة بهذه الأعداد الكبيرة وفي وقت وجيز هو إسقاط مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور ومساندة قوات المليشيا في إقليم كردفان. وتقوم بنقلهم من مراكز تجميعهم إلى تشاد بعد ذلك، أما السلاح والعتاد فيتم نقله مباشرةً من قواعد عسكرية عبر مطار وميناء بوصاصو عند منطقة بأرض الصومال ومطار عنتيبي في يوغندا ومن ثم إلى تشاد.
وكشفت تحقيقات ميدانية وتقارير خبراء بمجال الإستراتيجية الأمنية في السودان عن أدلة على توظيف الدعم السريع مقاتلين أجانب من ذوي الخبرات القتالية أغلبهم من كولومبيا.
وقال مراقبون أنه لمواجهة هذه المؤامرة المستمرة والتطورات العسكرية والسياسية، لابد من تفعيل استراتيجية دبلوماسية ضاغطة ضد تلك الدول وشركائها الإقليميين والدوليين في كل المؤسسات والمنظمات الإقليمية والدولية، وفضح ممارساتها المهددة للأمن والسلم الدوليين.
كذلك الإسراع في وضع استراتيجية إعلامية هجومية شاملة، تفضح وتكشف عبر كافة الوسائل والأدوات تلك الأطراف الإقليمية والدولية، واستخدام الحق الذي يكفله ميثاق الأمم المتحدة في رد العدوان، أيضًا اللجوء لمبدأ المعاملة بالمثل الذي تقره المواثيق والأعراف الدولية ضد كل من تآمر على السودان.
ويقول المحلل السياسي والوزير السابق حاج ماجد سوار: من أجل التصدي ومواجهة تلك المؤامرات التي تحاك بحق السودان، لابد من وضع الخطط والبرامج الكفيلة، سواء السياسية، العسكرية، الدبلوماسية، لإفشال كل تحرك يهدف لإطاحة مزيد من الحرب وانتهاك سيادة الدولة ونهب مواردها.
ويضيف سوار: مواجهة ذلك الفعل يظل بالتركيز على توجيه ضربات الأطراف الداعمة والمؤيدة للمليشيا، باعتبار أنها مجرد مخلب قط لتأدية أدوار عسكرية، والآن تسعى للعب دور سياسي هدفه فرض واقع جديد على السودانيين عن طريق ما يعرف بسيناريو لا سلم ولا حرب كما حدث مع الليبيين منذ نحو 15 عامًا.
وأكد حاج ماجد أنه لابد من دعم توجهات وسياسات القوات المسلحة السودانية باعتبارها المؤسسة الوطنية، بدءًا من شرعيتها المكتسبة وأدوارها القومية، والفعل المناط بها في لعب الدور الأهم وهو حماية الأمن القومي للدولة.
من جانبه قال أسامة عيدروس المتخصص في الدراسات الإستراتيجية والأمنية للجزيرة نت إن هذه القوات والدولة الراعية لها اعتمدت منذ بداية الحرب على الاستعانة بعناصر أجنبية لأداء مهام فنية عالية الدقة، وهي لا تملك القدرة على تنفيذها ذاتيا، مثل عمليات تحييد الطيران وتشغيل الطائرات المسيّرة. وأضاف أنه خلال الفترة الأخيرة، وبعد سلسلة الانتصارات التي حققها الجيش السوداني في عدد من الجبهات، لوحظ تزايد ملموس بعدد المرتزقة الأجانب المشاركين في القتال، مشيرا إلى أن دورهم لم يعد مقتصرا على المهام الفنية بل امتد إلى المشاركة الميدانية المباشرة في العمليات العسكرية، خاصة عبر وحدات المشاة. ويكشف هذا التوسع وفقا لعيدروس عن مستوى عالٍ من الاستنزاف داخل صفوف المليشيا خصوصا في قياداتها الميدانية، وهو ما دفع الدولة الراعية إلى تكثيف جهودها العسكرية بغرض إسقاط مدينة الفاشر ذات الأهمية الإستراتيجية. وتابع: من الواضح أن هذه الدولة باتت في مرحلة من اليأس تجاه تنفيذ مشروعها الكامل في السودان، ويبدو أنها تسعى على الأقل لفرض سيطرتها على الفاشر، كرمزية عسكرية وسياسية تعوض خسائرها المتراكمة.