
د. عمر كابو يكتب: الشرطة .. من هنا يأتي مكمن الخطر
ويبقى الود
د. عمر كابو
الشرطة .. من هنا يأتي مكمن الخطر
** لا أعرف قلمًا ساند الشرطة ودعمها مثلما فعل صاحب هذا القلم، ربما اعترافًا بفضلها في استتباب الأمن وطمأنينة وسلامة الناس، وربما تعاطفًا مع هجمة شرسة تعرضت لها من قحط (الله يكرم السامعين) وربما لشرف زمالة جمعتنا بهم في الحقل القانوني حيث القضاء بمعناه الواسع الذي جمع فحوى كل المؤسسات العدلية العاملة في هذا المجال.
** إذن لا حاجة لنا في إثبات تقديرنا واحترامنا لمؤسسة استراتيجية يقع عليها عبء بسط الأمن والأمان وتأمين المواطنين والمنشآت العامة والخاصة والعمل على استقرار الأوضاع داخل المدن والأرياف.
** توطئة نلج بها إلى صلب موضوعنا الخاص بتغييرات جرت في قيادة الشرطة وإدارتها العامة قضت بإعفاء وإحالة نفر كريم منهم إلي المعاش وترقية وتعيين آخريين على سدة الإدارة العامة..
** ما يهمنا في أمر الذين جيء بهم أن بعضهم أظهر عداوة وخصومة بائنة إلي التيار الإسلامي أبان (الفترة الانتقامية) الأولى حين نذروا أنفسهم طوع إرادة لجنة التمكين الفاسدة.
** في تلك الفترة مارسوا أبشع صور الإزدراء والتحقير والاستخفاف بهذه الرموز السياسية تنفيذًا لرغبة هذه اللجنة الفاسدة الوضيعة الحقيرة.
** وصلت مرحلة اعتقال زميل لهم والتحفظ عليه داخل أحد المنازل التي تم نزعها دون وجه حق من مواطن كل تهمته أنه مؤتمر وطني.
** أحد الذين دفعوا بهم إلي إدارة عامة من إدارات الشرطة حسب إفادة المقدم عبدالله سليمان أنه من أمره بالقبض على مجموعة من تلك الرموز بعد أن وفر له المعلومات التفصيلية عنهم وعن أماكن تواجدهم.
** وهو نفسه من قام بالتخطيط لاعتقال مديره العام السابق الفريق الأول هاشم عثمان الحسين من منزله بحي الراقي.
** أقوى إفادة تقدم بها المقدم عبدالله سليمان أن هذا الضابط ظل على تواصل مستمر مع لجان المقاومة سيئة الذكر وكوادر قحط (الله يكرم السامعين).
** أما الضابط الآخر من الذين تم تعيينهم في إدارات عامة قبل يومين ظل على تواصل مع المدعو إيهاب الطيب الكادر البعثي الوضيع أسوأ أعضاء لجنة التمكين بعد اللعين وجدي صالح والفاسد صلاح مناع..
** هؤلاء (بعض) من تم تعيينهم لقيادة شرطتنا العظيمة مصدر فخرنا ومحبتنا وإعزازنا قدموا إلى قيادة الشرطة بهذا التاريخ الملطخ بالتجاوزات.
** بصراحة أضحى المرء في عجب من أمره لأن هناك قرارات تصدر من رأس الدولة تثير الجدل والتساؤلات وتنزع حبال الثقة وتخلق حالة من السخط الشعبي والإرباك لا مثيل له.
** هذه التعيينات الأخيرة جزء منها قطعًا سيخلق حالة من البلبلة ويضع الدولة أمام تحد كبير هو تبرير ما أقدمت عليه في ظل إتهامات ملأت الدنيا وشغلت الناس أطلقها مقدم شرطة ضد زملائه فإذا بالدولة بدلًا من التحري والتحقيق والتقصي عنها تكافئهم بترقيتهم وترفيعهم.
** من يظن أنه بمقدوره أن يمارس تلك التجاوزات والخروقات ضد رموزنا الوطنية مرة ثانية أحمق أبله لا يستفيد من أخطائه.
** سنحكم صوت العقل ونراعي طبيعة المرحلة لكن بيقظة تامة وانتباهة فائقة نتابع الأداء لهذه الإدارة العامة للشرطة إن أحسنت وجدت منا الإشادة والتقدير والثناء.
** وإن مالت لجهة تخدم تيارًا يقف الآن بكل ما أوتى من قوة ضد الشعب السوداني ويمارس الخيانة والعمالة فلن تجد منا غير النقد والمواجهة مهما كلفنا الأمر.
** نذرنا أنفسنا لله وللوطن نبحث عن الحقيقة مجردة حيث لا هوى متبع ولا شح يغوي ومآرب تنقب، هدفنا أن نخدم قضية شعبنا دفاعًا عن مكتسباته.
** آخر فعالية شاركت فيها كانت لقيادات الشرطة السابقة من معاشييها وهم يطلقون مبادرة مجتمعية حية لأجل المساهمة في دعم ومساندة ومؤازرة الشرطة الرسمية.
** سطرت بقلمي هذا ما رأيته يدفع بالشرطة ويسمو بها مجدًا ويعلو بها رفعة وإشراقًًا.
** كانت أفضل ما سطره قلمي في ذلك اليوم شهادتي عن أحد منسوبيها الذين حاد في فترة لجنة التمكين الفاسدة ولكن حين عاد إلى رشده وصوابه لم يمنعنا تاريخه كالح السواد من أن نشيد به وبما طرحه من أفكار.
** مقام نقول سنتجاوز مرارة الماضي ونفتح قلوبنا صادقة ننسى فيها مرارات تلك اللجنة الخبيثة سائلين الله أن يوفق هذه الإدارة العامة الجديدة لأن تقف مسافة واحدة من الجميع تخدم مصالح المجتمع دون أن تميل إلى جهة دون أخرى.
** والله العظيم ما أضر بالسودان وخلق حالة الفوضى الخلاقة التي نعيش إلا الظلم الذي تعرض له الأبرياء من أفعال هؤلاء الهوانات الحمقى تحت مزاعم تفكيك الإنقاذ.
** في الختام يسعدني أن أدعو البرهان الإستماع إلى أغنية وردي: (إنت ما بتعرف صليحك من عدوك) حتى لا يجد نفسه مضطرًا لترديد أغنية صلاح بن البادية: (فات الأوان).
** إنا لله وإنا إليه راجعون