
أحمد الشريف يكتب: جمال لا أعرفه .. ويعاتبني فيه جاهل
كتابات
أحمد الشريف
جمال لا أعرفه .. ويعاتبني فيه جاهل
حين يمضي بي قلمي ليكتب، فلا أدعه يلج معاطن المرتزقين، وماسحي الجوخ، والواقفين على أبواب السلاطين، وأنا الذي لم يبقَ لي من العمر بدايات تمسكني لأن أتزلف أو أطلب لُعاعَة الدنيا.
كتبتُ في هذا الأسبوع، بعد خبر صغير في غاية الإسفاف والحقارة، عن خبر وفاة جمال الوالي، العاري من الصحة. لم أمدح (جمال) الذي لم ألتقه يوماً، ولا بيني وبينه تواصل، حتى يرد عليَّ أحدهم مستنكراً -فيما يبدو- ما كتبته عن مشهد رأيته لعمل إنساني لجمال الوالي: (سلة رمضان) توزع في “فداسي” قرية جمال. وقد ساقتني الصدفة لأشهد ذلك، عابر سبيل، كصحفي أمارس هذه المهنة. لا من منازلهم، ولا من (جوالاتهم)، هؤلاء الذين افتكروا أن تكتب في الميديا أصبحتَ صحفياً كبيراً!
وكتبتُ عن والده (الشيخ محمد عبد الله الوالي)، وعن سجله الملئ بجليل الأعمال. فلا أدري لماذا أغاظ هذا الذي أعرفه، فعاتبني بعبارة: (كنت أظن أن الزمن علمك). فالرجل الذي اقترب من العثمانيين، وفي قاع ذهنه مراهقة (يسارية) من بقايا هرطقات العلمانية، حدف وفسر المشهد تفسيراً سياسياً. فهكذا دوماً يفعل اليسار العدمي.
فلا أظن جمال أراد بهذا عملاً سياسياً، ولا أردتُ به دعاية سياسية. أردتُ أن أُقدّر موقفاً إنسانياً لرجل محب لأهله وعشيرته. ولا فعله ليخوض انتخابات نادي (المريخ) لأدق له طبل الدعاية. أيها الغارق في بحر الترهات، الذي تغيظه سلة رمضان التي دفع بها (المحسن) جمال الوالي ليتقي نار جهنم. لا بشق تمرة، بل بشحنات من السكر والذرة، (لقمة) في بطن جائع في رمضان!
فالزمن علّمني أن أشكر كل من يعمل عملاً طيباً، فالداعي للخير كفاعله. يا من لم تتعلم من الزمن إلا الانكفاء في ترهات وأباطيل بني عَلمان.
فتسفيهك لجمال وغيره ممن جبلوا على عمل الخير هو حسد بغيض، دثرته بـ(شمّارة السياسة) لتغطي بها حسدك السمج.
فقافلة (جمال) –أكرر: الذي لا أعرفه ولا يعرفني– لا يثيرها نباح الكلاب.