تحرير بارا .. (كسر عظم) المليشيا في كردفان

تحرير بارا .. (كسر عظم) المليشيا في كردفان

تقرير: مجدي العجب

وما إن أعلن الجيش تحرير مدينة بارا بولاية شمال كردفان، إلا وسارعت الأحزاب والتنظيمات السياسية والمجتمعية في إرسال التهاني والتبريكات للشعب السوداني والقوات النظامية الأخرى والقوة المشتركة وقوات درع السودان والمستنفرين من الشعب السوداني الذين حملوا السلاح دفاعا عن الأرض والعرض وحفاظا على الدولة من محاولة الإستعمار الحديثة التي تقودها محاور خارجية عبر أذرعها الداخلية من مليشيات الدعم السريع وبعض التنظيمات السياسية المجهرية التي طرحت نفسها كبضاعة رخيصة في سوق العمالة. وما إن إنتشر خبر دحر الجنجويد في بارا وتحريرها من دنس المرتزقة إلا وهاجت الشوارع ووسائل الإعلام ووسائل التواصل الإجتماعي بالتصفيق والتهليل وذاع الخبر وعم القرى والحضر، والهتاف يرتفع في كل شوارع السودان.

 

بداية النهاية

 

ولأن بارا هذه وحسب القراءات العسكرية والإستراتيجية فإنها تعني الكثير وتشكل نقطة انطلاق القوات المسلحة والقوات المساندة لها في الإنتشار والتقدم لأنها تكسر عظم المليشيا في كردفان وتفتح الطريق على مصراعيه نحو النصر المكتمل وتحرير كافة ولايات الغرب والغرب الجنوبي وفك حصار الفاشر الذي بات قريبا. وبتحرير بارا فقد تم تأمين العاصمة والنيل الأبيض ومدينة الأبيض التي سوف يدخل مطارها الخدمة لإنطلاق الطيران غربا وقد أصبح تحرير مدن أبو زبد والفولة وفك الحصار عن مدن جنوب كردفان ماهو إلا مسألة زمن قليل جدا. فقد تم تأمين ظهر القوات التي سوف تتحرك غربا دون خوف من إلتفاف مليشيا الدعم السريع وبالتالي فهي بداية النهاية الحتمية لمليشيا الجنجويد.

 

بشريات بيان الجيش

 

وما إن أحكم الجيش قبضته على مدينة بارا حتى خرج بيانه يبشر الشعب السوداني بالنصر المؤزر وببداية تحرير كافة تراب الوطن وقد جاء في البيان البشرى: ظلت قواتكم بكل مكونات حرب الكرامة الوطنية، وفية على عهدها معكم ووعدها لكم ببذل كل الجهود والتضحيات في سبيل دحر مليشيا آل دقلو ومرتزقتها وأعوانها، والمضي قدماً في دك أوكارها في كل شبر من هذا البلد. نعلن اليوم دخول قواتكم مدينة بارا عنوةً وعزيمةً واقتداراً وتطهيرها من دنس الأوباش.
نؤكد لشعبنا أن قواتكم بكل مكوناتها ماضية بعزم ويقين على طريق النصر خطوة بخطوة، ومرحلة بمرحلة حتى تطهير كامل بلادنا من دنس المليشيا والمرتزقة والعملاء.

 

الأمة القومي

 

وفي بيان له قدم حزب الأمة القومي بيانا يهنيء فيه الشعب السوداني والقوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى بالإنتصار الساحق وتحرير مدينة بارا وجاء في البيان الممهور بتوقيع رئيس حزب الأمة القومي المكلف الأستاذ محمد عبدالله الدومة: تتقدم جماهير الأنصار وحزب الأمة القومي بخالص الشكر والإمتنان لله سبحانه وتعالى على تثبيته أقدام أبناء السودان الأوفياء المخلصين في المؤسسة العسكرية ومسانديها من كافة قطاعات الشعب السوداني أن كتب على أيديهم النصر المؤزر على عناصر الدعم السريع ومن شايعهم من العملاء والمرتزقة المأجورين بإخراجهم من مدينة بارا التي أستباحوها وشردوا أهلها ظلما وعدوانا.
ونتقدم بالتهنئة الحارة للمؤسسة العسكرية ضباطا وصف وجنود على هذا الفتح المبين والذي يؤكد أنهم على عهدهم ووعدهم لشعبهم باقون.

 

مولانا الميرغني يهنئ

من جانبه هنأ مولانا السيد محمد عثمان الميرغني رئيس الحزب الإتحادي الديمقراطي الأصل ومرشد الطريقة الختمية، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان القائد العام للقوات المسلحة السودانية وجماهير الشعب السوداني بتوالي إنتصارات القوات المسلحة السودانية ومسانديها في الدفاع عن سيادة البلاد واستقلالها وصون وحدتها أرضا وشعبا علي مر الزمان، وذلك بدخول القوات المسلحة السودانية، مدينة بارا العزيزة وما حولها، معلنة دحر المليشيا المتمردة، المعتدية، الغاصبة ومرتزقتها الأجانب. وقال مولانا الميرغني في بيان: لقد ظلت القوات المسلحة السودانية وداعميها في هذه المعركة المصيرية تقدم الغالي والنفيس فداءا لتراب الوطن في أصعب المواقف والظروف، وكانت وما زالت محط إجماع الشعب وصمام أمنه وأمانه. وأكد على دعم الحزب اللا محدود لقواتنا المسلحة الباسلة في هذه المعركة المصيرية المفصلية، ويهيب بكل القوي السياسية والمجتمعية للإلتفاف حولها ودعم مؤسسات الدولة السودانية. ودعا الميرغني لوحدة الكلمة وجمع الصف الوطني بوفاق وطني شامل يوحد الإرادة والقرار السياسي لتفويت الفرصة علي المتربصين ببلادنا، بما يعزز الشراكة ويوسع دائرة المصلحة في الاستقرار وتوطين الحلول.

 

بداية نهاية الجنجويد

 

ويقول الصحافي والمحلل السياسي قرشي عوض أن تحرير بارا يعني منع الإلتفاف على القوات المهاجمة الدبيبات وغرب كردفان. مما يعني إمكانية فتح الطريق نحو الدلنج وكادقلي. ويضيف قرشي في حديثه لألوان: وفي نفس الوقت الذي يمكن للقوات المسلحة أن تهاجم مدن غرب كردفان في النهود وأبوزبد والمجلد وفك الحصار عن بابنوسة بحيث أن تذهب القوات إلى الضعين ونيالا دون أن تخشى على ظهرها، فضلا على أنه تأمين لمدينة الأبيض من الناحية الشمالية والشرقية وتأمين أم درمان واستقرار طريق الصادرات وتعافي الاقتصاد السوداني بدرجة كبيرة. هذا إلى جانب دخول مطار الأبيض الخدمة، وتوجيه الضربات الجوية من قاعدة الأبيض الجوية. وزاد في قرشي قوله لنا: أيضا سيتم فتح الطريق إلى الفاشر عبر أبو زعيمة وسودري وأم بادر. مشيرا إلى أن تحرير بارا يعني إزاحة العقبة الأساسية التي تمنع تقدم القوات غربا لأنها جففت الالية الوحيدة التي تعتمد عليها المليشيا وهي الإلتفاف من المناطق التي تستطيع التفويج منها خاصة جبرة الشيخ وبارا.

 

المكسب الإستراتيجي

 

ووصف الأكاديمي والمحلل السياسي د. محمد علي التوم تحرير بارا بالمكسب الإستراتيجي، مشيرا إلى أنه بسيطرة القوات المسلحة على بارا وما حولها شرقاً وجنوباً تكون قد طويت صفحة المهددات الأمنية للخرطوم خاصة أمدرمان من الإتجاه الذي يربط عبر طريق الصالحة وبذلك سوف تختفي ظاهرة التعديات على القرى الآمنة في شريط النيل الأبيض غرباً وأيضا تختفي ظاهرة التهديد بالمسيرات الإنتحارية نحو المواطن والمواقع الحيوية. وزاد د. محمد علي التوم في قوله لنا: بارا مرتكز ونقطة ربط الإقليم الغربي الكبير دارفور وكردفان وهي نقطة مفتاحية لفك حصار الفاشر وعزل التمرد في كردفان من الصحراء بما يغري القبائل المستضعفة على إعلان موقفها خلف الجيش وهذا يعزز الثقة في الجيش في مشوار التقدم. وختم حديثه: بارا هزيمة ساحقة للمليشيا وبداية لحسم الحرب وبداية النهاية لمليشيا الدعم السريع.