كامل إدريس إلى السعودية .. جهود إعادة الإعمار ومناقشة الملفات المشتركة

كامل إدريس إلى السعودية .. جهود إعادة الإعمار ومناقشة الملفات المشتركة

أمدرمان: الهضيبي يس

يستعد رئيس الوزراء د. كامل إدريس لزيارة المملكة العربية السعودية تلبية للدعوة المقدمة من ولي العهد ورئيس الوزراء السعودي الأمير محمد بن سلمان. وكان وزير الطاقة مهندس مستشار المعتصم إبراهيم قد بحث بمكتبه مع السفير السعودي علي بن حسن جعفر آفاق التعاون بين البلدين في مجال الكهرباء والبترول. وتناول اللقاء الترتيبات لزيارة رئيس الوزراء د. كامل إدريس والوفد المرافق له إلى المملكة العربية السعودية منتصف هذا الشهر ولقاء ولي العهد ورئيس الوزراء الأمير محمد بن سلمان. وقال وزير الطاقة لدينا عدد من المشروعات والدراسات الجاهزة لعمل شراكة استراتيجية مع وزارة الطاقة السعودية ونتوقع أن تعود بالفائدة لمصلحة البلدين الشقيقين، من بينها مشروعات مع شركة أرامكو وشركات تصنيع وتجميع المحولات الكهربائية. وأشار إلى عمق العلاقة بين الشعبين السوداني والسعودي، مثمناً جهود المملكة العربية السعودية في الوقوف مع السودان وسعيها من خلال محادثات جدة لوقف الحرب في السودان.
من جانبه قال سفير المملكة العربية السعودية علي بن حسن جعفر إن المملكة تعطي السودان اهتماماً خاصاً وتدعم وحدته وتماسكه.
وأشار إلى أهمية زيارة رئيس مجلس الوزراء والوفد المرافق له إلى المملكة العربية السعودية ولقاء ولي العهد ورئيس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، متمنياً أن تكون مخرجات هذا اللقاء أعمالاً مشتركة ومشروعات اقتصادية وخدمية كبيرة تعود بالمصلحة للسودان والسعودية.

 

 

وتعتبر السعودية أحد أبرز الداعمين والشركاء للسودان سياسيا، واقتصاديا، واجتماعيا، فمنذ إندلاع حرب 15 أبريل 2023م سعت المملكة للعب أدوار لصالح الداخل السوداني وإحتواء النزاع المسلح بين الجيش ومليشيا الدعم السريع. وأسفر عن ذلك توقيع اتفاقية جدة في الحادي عشر من شهر مايو لعام 2023‪م. وعلى الصعيد الإنساني لم تقف المساعدات بعد أن تعرض السودان لكوارث طبيعية كالسيول والفيضانات، وتمددت رقعة النزاع المسلح، فكان مركز الملك سلمان أبرز وأهم المؤسسات السعودية لتوفير الدعم والإحتياجات الصحية، والغذائية، لمراكز الإيواء التي تولدت نتيجة لنزوح آلاف السودانيين بولايات الخرطوم، الجزيرة، سنار، النيل الأبيض، نهر النيل جراء الحرب.
وفور تحرير مدينة الخرطوم من عناصر مليشيا الدعم السريع نجد أن اول وفد سارع للمجئ والإعلان عن تبني إعادة إعمار ما دمرته الحرب بولاية الخرطوم على مستوى خدمات الكهرباء، والمستشفيات، والطرق، وذلك عندما قام نائب وزير الخارجية السعودي بزيارة العاصمة الإدارية مدينة بورتسودان في منتصف شهر ابريل من العام 202‪5م.
والآن من أبرز الملفات المتوقع النقاش حولها أثر زيارة رئيس الوزراء د. كامل إدريس للعاصمة السعودية الرياض قضيتي السلام والتنمية في السودان، فضلا عن تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا ودخول النزاع المسلح السوداني منحى جديدا نتيجة لما تقوم به مليشيا الدعم السريع من انتهاكات إنسانية بحق السودانيين ومسعى تقويض وحدة الدولة بإقامة نظام حكم وحكومة موازية غير معترف بها بمدينة نيالا بولاية جنوب دارفور.
ويؤكد الباحث في الشؤون الدولية ناجي المحسي بأنه يجب على السودان الإستفادة من هذه الزيارة وتسخيرها لصالح قضية التنمية وبرنامج إعادة الإعمار الذي هو بحاجة إلى أموال طائلة، وقطعا المملكة العربية السعودية صاحبة إمكانيات كبيرة وخبرة في إدارة وتمويل المشاريع. ويضيف المحسي: كذلك الآن بات السودان أحد أبرز المؤثرين على مستوى مايعرف بمهددات دول منطقة البحر الأحمر وممرات التجارة العالمية، وحاجة السعودية للسودان في لعب دور مهم متى ما أستقر سياسيا في هذا الملف فهو أحد أهم أعضاء دول تحالف البلدان المشاطئة، أيضا من المتوقع أن تتطرق المباحثات بين الدولتين للمهددات التي تشكلها جماعة الحوثي على السعودية، سيما وأن السودان أحد الدول المتحالفة مع الرياض فيما يعرف بتحالف إعادة الشرعية في اليمن، وظهور بعض المتغيرات في الداخل السوداني أبرزها مصير عناصر قوات الدعم السريع في اليمن ما بعد إندلاع الحرب في السودان.
ويقول المحسي: أيضا هناك مسألة الدور السعودي في تصميم خريطة سياسية جديدة للسودان بعد توقف الحرب، فهي تكاد تكون من أوائل الدول التي دعمت في وقت سابق ماعرف بالإتفاق الإطاري الموقع مابين الطرف المدني والعسكري في السودان ضمن تشكيلة التحالف الرباعي الذي كان يضم وقتها السعودية، بريطانيا، الولايات المتحدة الأمريكية، مصر.