د. عمر كابو يكتب: نعم للحرب

ويبقى الود

د. عمر كابو

نعم للحرب

** حين أدركت دويلة الشر أن مشروعها الحالم بتهجير أهل السودان واستبدالهم بعربان الشتات مستخدمة مليشيا الجنجويد الإرهابية مخلب قط لتحقيق ذلك قد بدت معالم فشله تبدو في الأفق القريب سارعت إلى الخطة (ب).
** والخطة (ب) قائمة على رفع شعار (لا للحرب) الذي أشعلتها ودمرت بها بنية وطننا الحبيب التحتية وهجرت ثلث شعب السودان وأذاقته كل أصناف العذاب ثم من بعد ذلك إرغام البرهان على الخضوع لتسوية سياسية تقضي بإعادة إنتاج الجنجويد مرة ثانية شريكًا أصيلًا مع العميل حمدوك وإلزام البرهان بالخروج نهائيًا من المشهد السياسي وحمله على الإذعان لقبول (الجيش للثكنات).
** دويلة الشر تأكد لها تمامًا صعوبة الانتصار ميدانيًا على القوات المسلحة الظافرة خاصة بعد سقوط بارا التي تشكل محورًا استراتيجيًا لقواتنا المسلحة تأمينًا وتشوينًا وإمدادًا وأهم من ذلك فهي تعني اقتراب إعلان كردفان ولايات خإلىة من التمرد.
** فبعد أقل من ساعات رأينا أميريكا تتبنى مشروعًا سياسيًا يدعو لوقف الحرب ومن ثم الدعوة إلى تسوية سياسية يتم فيها تسليم الحكومة إلى (تكنوقراط) كلمة الحق التي دومًا ترتبط بباطل المؤامرة الأمريكية على الشعوب العربية بإخضاعهم لحكومات ضعيفة تنفذ رغبة الإدارة الأمريكية دون إبطاء أو تأخير.
** من يبعث على التفاؤل والأمل والطمأنينة أن قواتنا المسلحة الآن في أوج قوتها تدرك أن أي هزيمة يعني القضاء عليها عبر تصفيتها تحت مزاعم تفكيك جيش (الكيزان) ناهيك عن أن عقيدتها القتالية أصلًا صممت على الدفاع عن حياض الوطن وحماية مقدراته.
** وما يعزز هذه الطمأنينة أن الشعب السوداني كله كله يقف خلف قواتنا الباسلة يشد من أزرها ويدفع معها عدوا يتربص بأمنه واستقراره ماعدا فئة محدودة لا تتجاوز العشرات ما يسمى بقحط (الله يكرم السامعين) هي من تساند المليشيا المتمردة وتعتقد أنها الطريق الوحيد الذي يمكن عبرها أن تتسلق للسلطة مرة أخرى.
** هذه المساندة والمؤازرة مردها الطبيعي ناتج من قناعة راسخة بأنه لا حياة له ولا استقرار ولا أمن ولا أمان في وجود مليشيا متمردة لا يوجد ضمانة واحدة يمكن الاستناد عليها أن تعيد سيناريو الحرب إن تم الصلح معها.
** وعي الشعب بهذه المخاطر من تكرار الهجوم عليه للمرة الثانية في عدم توفر ضمانات كافية هو المبرر الكافي الذي يجعل كل الشعب السوداني يلتف حول شعار (نعم للحرب) التي تخلصه من شر وبلية اسمها مليشيا الجنجويد وقحط حاضنتهم السياسية لعنهما الله لعنًا كبيرًا.
** سأضرب نموذجين لهذا التداعي والتدافع الشعبي شاهدناهما في اليومين الماضيين يدلان دلالة واضحة على حجم الكراهية والبغضاء التي يحملها الشعب السوداني للمليشيا وللقحاطة الأوغاد.
** النموذج الأول هو الخروج العفوي التلقائي من كل جماهير كردفان (الأبيض وبارا) لحظة دخول الجيش لبارا تعبيرًا صادقًا عن التفاف الشعب ومحبته ومساندته الكبيرة لجيشه.
ليتكرر ذات المشهد ومئات الآلاف يستقبلون القائد العام الظافر المظفر الفريق الأول عبدالفتاح البرهان لحظة دخوله فاتحًا منتصرًا لبارا.
** النموذج الثاني أننا رأينا كيف خرجت قرية الشريف في الجزيرة عن بكرة أبيها ترفض إقامة ندوة دعى لها المؤتمر السوداني حزب الخيانة والعمالة فقد رأينا قيادته يعردون خشية الفتك بهم.
** كل ذلك يجعلنا نقرر بكل إطمئنان بأنه لا سلام ولا تسوية ولا اتفاق يعيد الجنجويد والقحاطة يمكن أن يقبل به الشعب السوداني.
** ولذلك لا يمكن تمرير الخطة (ب) علي الشعب السوداني الذي يمقت فرط البغض الجنجويد والقحاطة ولا يقبل بأي معادلة سياسية تعيدهما للواجهة تارة أخرى.
** لن يخسر جيشنا العظيم شيئًا بعد أن أثبتت الأيام صحة خطته القائمة على استنزاف العدو والذي كل لحظة تمر عليه يفقد الكثير بينما تربح قواتنا المسلحة السلاح والذخيرة والعتاد والمسيرات.
** فقد نجحت قواتنا المسلحة بتسليح نفسها بكميات كبيرة من المدافع والاسلحة والسيارات والمعدات الثقيلة من مليشيا الجنجويد التي أضحت غير قادرة الصبر دقائق معدودات في مواجهة جنودنا البواسل.
** إنها الحرب قد كتبت علينا فعلا هي كره لنا ولكن عسى أن نكره شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا.
** وليس هناك خير أعظم بركة من أن نتخلص من مليشيا الجنجويد التي أدمنت القتل واستباحة واراقة الدماء على نحو ما فعلوا بأهلنا في قبيلة المساليت من أبادة جماعية كأسوأ جريمة شهدتها الإنسانية.
** إذن لسان حال الشعب السوداني (نعم للحرب) حتى نخلص الوطن من مجرمين حمقى مثل مليشيا الجنجويد والقحاطة عليهم من الله ما يستحقون.