قرارات الخزانة الأمريكية .. محاولة يائسة لإنقاذ المليشيا

قرارات الخزانة الأمريكية .. محاولة يائسة لإنقاذ المليشيا

تقرير: مجدي العجب

من الواضح أن هناك رابطًا متينًا بين العقوبات التي فرضتها الخزانة الأمريكية وما جاء في بيان الرباعية أمس الأول. والأكثر وضوحًا في كل ذلك هو أن ما يحدث هو للحد من تقدم الجيش بعدما باتت ملامح هزيمة المليشيا واضحة. فكلما تقدم الجيش نحو تحرير الأراضي السودانية من دنس مليشيات الدعم السريع، تحرك المجتمع الدولي والإقليمي في مؤامرة واضحة المعالم، ظنًا منه أنه ربما يقلل من زحف الجيش والقوة المشتركة والقوات النظامية الأخرى والمستنفرين من الشعب السوداني. ولكن مثل هذه القرارات والبيانات المضطربة تعني داخليًا مزيدًا من التفاف الشعب السوداني حول قضيته العادلة، وهي تحرير البلاد من المليشيات الغاشمة التي حاولت ابتلاع الدولة السودانية. وبعد أن فشل انقلابها المدعوم خارجيًا، أشعلت حربها ضد الشعب السوداني. قرار الخزانة الجائر على وزير المالية وكتائب البراء بن مالك هو أحد هذه المحاولات التخويفية التي تهدف للحد من تقدم الجيش، ومحاولة لبث الروح المعنوية في جسد المليشيا المتعفن.

 

القرار الأمريكي

 

وفرض مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على جبريل إبراهيم محمد فضيل (جبريل) وكتيبة البراء بن مالك. وصرّح جون ك. هيرلي، وكيل وزارة الخزانة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية، قائلًا: تستخدم وزارة الخزانة أدواتها العقابية القوية لحماية الأمن القومي الأمريكي.

 

رد العدل والمساواة

 

وقالت حركة العدل والمساواة في ردها على العقوبات الأمريكية إن الدكتور جبريل إبراهيم يتولى منصب وزير المالية في حكومة شرعية لدولة عضو في الأمم المتحدة، وزياراته لإيران والدول الأخرى تتم ضمن واجباته الدستورية والقانونية وفي إطار العلاقات الدبلوماسية القائمة بين السودان والمجتمع الدولي.

 

دعوة للشعب السوداني

 

ويقول عضو المكتب السياسي ورئيس حزب الأمة القومي بولاية الجزيرة، الباشمهندس خلف الله الشريف: ملاحظ أنه كلما تقدم الجيش خطوات، يظهر علينا المجتمع الدولي والإقليمي بمبادرات أو رؤى، وفي تقديري أن الهدف الأساسي منها هو إيقاف تقدم الجيش وإيجاد مخرج للمليشيا. وأضاف خلف الله في تصريح خاص لألوان: البيان الأخير من الرباعية والدعوة لإيقاف إطلاق النار يأتي من باب رفع الضغط عن المليشيا.

 

محاولة بائسة

 

ويرى الصحفي والمحلل السياسي عاصم البلال الطيب أن هذه محاولة بائسة لإنقاذ ما تبقى من مليشيات الدعم السريع. وأضاف البلال في حديث خاص لألوان: العقوبات التي فرضتها الخزانة الأمريكية على وزير المالية د. جبريل إبراهيم وكتائب البراء بن مالك هي إحدى الحيل التي يريد المجتمع الدولي والإقليمي عبرها أن يوقف زحف الجيش السوداني والقوات النظامية الأخرى والمستنفرين والقوة المشتركة من تحرير ما تبقى من الأراضي السودانية التي تحتلها المليشيات المدعومة خارجيًا.
وزاد في قوله: هذه كلها لن تحد من تقدم الجيش، ولن تزيد الشعب السوداني إلا مزيدًا من الالتفاف حول القوات المسلحة وتقوية الجبهة الداخلية لمواجهة المجتمع الدولي والإقليمي فيما يفرضه من أجندة ظالمة في حق الشعب السوداني، ليحد من تقدمه في التحرر الكامل.