د. نجلاء حسين المكابرابي تكتب: اتساع الرؤية

مسارات

د. نجلاء حسين المكابرابي

اتساع الرؤية

كلما اتسعت الرؤية ضاقت العبارة وعبارة تحكي عن صورة وصورة تحمل ألف معنى وقصة. وقصص تروي الأمل بالرغم من الألم والابتسامة بالرغم من البكاء والحزن وأخرى تحكي قصص النضال والفداء وتحمل البشريات بالانتصارات وبالشهادة معا وكل الميديا تضج بصورة قسمة علي عمر وهي معلقة على الشجرة وتستسلم للموت البطيء وهي لا حول لها ولاقوة والتشهير بتعذيبها في أبشع المناظر وهم لايرحمون ويحملون الكاميرا ليرسلوا للعالم أنهم لايمتون للبشر بصلة ولا للإنسانية بدم ولا للدين بعقيدة ويوقعون على شجرة قسمة أنهم جماعة الدعم السريع الإرهابية وكفى.
وهنا تستفيق كل نساء العالمين والسودانيين على صورة قسمة وليس لصراخها وعويلها فقط، وهي تستكين للرحيل لأنها تعلم أنها شهيدة وهي إلى الرفيق الأعلى راحلة وإلى جنات الخلد والفردوس حيث مثواها الأخير مأثلة، وتعلم أن قريناتها سيحملن السلاح في وجه المعتدي قبل الرجال ويأخذن الثأر لها من زالنجي إلى الفاشر ونيالا وكل ربوع السودان.
قسمة أيقونة الاضطهاد البشع من قبل الفئة الباغية ورسالة لكل الإنسانيين في العالم من منظمات وجمعيات ترفض العنف ضد المرأة وانتهاك الإنسانية وصون البشرية في كل مكان. ولعل باستشهاد قسمة تحققت الانتصارات والبشريات بتحرير بارا والخطوات الواثقة متجهة إلى الفاشر ونيالا وتحية اجلال واكبار للجيش السوداني والمستنفرين والبراؤون والمقاومة الشعبية والمشتركة ولكنداكات كردفان ودارفور وللحكامات وهن يزغردن فرحا وحبا وفخرا بعودة أشجار الليمون والجمال ولبارا رمزية وطنية وتحريرها تحرير شعب بأكمله يحلم بالاستقرار والأمان والتطور والتقدم والسلام المنشود.
وفي أثناء ذلك تطالب اللجنة الرباعية (الحرباء) التي تضم السعودية ومصر والإمارات وأمريكا بهدنة ثلاثة أشهر بالدعوة للسلام ظاهريا وضمنيا تمد يد العون للدعم السريع ليستعيد قوته وينظم صفوفه للحرب وهو تكتيك واضح يعلمه العدو قبل الصديق، وعليه أحذروا من المراوغة الخارجية والخبث الاستعماري والمكر اليهودي الذي تتصف به الرباعية الفاشلة التي لا تعرف أن أرضا سلاح لن تكون إلا بدحر آخر عميل ومرتزق ومتآمر وأن تكون أرض السودان طاهرة من دنس العمالة، ولا هدنة ولا مهادنة وصاحب القرار هو الشعب القادر على تحديد مصيره والواثق في قواته ومقدراتهم القتالية المحققة لسودان خالي من الجنجويد لا يضع تأشيرة الدخول إلى أراضيه إلا لأبناءه الخلص الذين دافعوا بوطنية عالية عنه بالسلاح وبالكلمة وبالقول وبالصورة.
وصورتان في ذهني أطفال غزة وهم يحلمون بالتصوير سيلفي وهم يضحكون وقسمة وهي تلوح بجسدها الهزيل. الثأر لي وللوطن. ولعل ثأرنا واحد ومشترك ومعلوم ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله.