د. عمر كابو يكتب: الخارجية .. بيان العزة والإباء والكبرياء

ويبقى الود

د. عمر كابو

الخارجية .. بيان العزة والإباء والكبرياء

** لا أعرف صفة يهيم في حبها الشعب السوداني مثل صفة الشجاعة حيث الإقدام لا كرًا ممن يفر ولا فرًا ممن يكر مع سخاء عجيب غريب طعمة للبائس الفقير وحسن ضيافة للوافد القادم من قريب أو بعيد.
** صفة جعلتهم يحفظون سيرة سيدنا الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه عن ظهر قلب يرون فيه قدوة صالحة صدوعًا بالحق في وجه الباطل.
** وهل هناك سوداني واحد يؤمن بالله ورسوله ويؤقر أصحابه الكرام رضي الله تعالى عنه لم يقف عند عبارته الخالدة المجيدة التليدة: (من أراد أن تثكله أمه ويرمل زوجته وييتم أطفاله فليلحقني وراء هذا الجبل).
** يحدثنا تاريخنا البعيد عن صفحات من البطولات خلدتها ذاكرتنا الوطنية وقفت على أرضية صلبة صلدة من الرجولة والفدائية والصمود حيث يطل رجال في مثل شجاعة: عبدالفضيل الماظ والمهدي وعلي عبداللطيف وعثمان دقنة وعبدالقادر ود حبوبة والشريف ود طه.
** فيما جاءت سيرة الفرسان تتوالى تترا في تاريخ قريب حيث أبطال الميل أربعين علي عبد الفتاح وعبد المنعم الطاهر رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا.
** لن يغلق باب الشجاعة في السودان فحواء السودان التي أنجبت على عبد الفتاح هي نفسها التي قدمت ممدوح أمين شهيد المدرعات الذي واجه الموت بشجاعة تعجز الكلمات عن وصف جسارتها وسباتها وصمودها.
** فلا يستغربن أحدكم لإعجاب الشعب السوداني ببيان وزارة الخارجية السودانية ردًا قويًا مهيبًا على بيان الرباعية.
** ولأن وزير الخارجية الجديد من مدرسة تعرف الشعب السوداني عميقة في فهم أعماقه ودخيلة ذاته استطاعت أن تعبر عنه وعن تطلعاته بما يريد وبماهو أهل له من عزة وكرامة وشجاعة وكبرياء.
** حيث حملت مفرداته عبارات احتشدت شموخًا رافضة الانبطاح والخذلان والضعة والانكسار على نحو: (لا تقبل حكومة السودان أي تدخلات دولية أو إقليمية لا تحترم سيادة الدولة السودانية ومؤسساتها المسنودة من الشعب السوداني).
** وإمعانًا في التأكيد على قناعة الشعب السوداني الرافض لأي تسوية مع مليشيا الجنجويد ذهب البيان إلى رفضه القاطع أي مساواة بين قواتنا المسلحة وهؤلاء الأوباش الأذلاء الهوانات.
** وإن شئت عزيزي القاريء أن تقرأ معي حروف الجسارة هذه التي صاغتها أنامل تعي وتدرك نفسية وعقلية الشعب السوداني وإرادته الحرة التي ازدردت سخطًا وحنقًا وغضبًا من مليشيا متمردة ارهابية مجرمة متورمة من الفساد والقتل والاغتصاب..
** حيث العبارة تقرأ: (كما إنها ترفض أي محاولة للمساواة بينها وبين مليشيا إرهابية عنصرية تستعين بمرتزقة أجانب من من مختلف بقاع الأرض لتدمير الهوية السودانية وطمسها).
** يبدو أن وزارة الخارجية قد توجهت وجهتها الصحيحة تستمد قوتها من توجه شجاع عبرت عنه تصريحات القائد البرهان في معرض رده على الرباعية الحاسم بأن الشعب السوداني يمم وجهته اختار الحرب طريقًا واحدًا جندلة للتمرد والمتمردين.
** قلنا بالأمس كلما اقتربت قواتنا الباسلة الظافرة من حسم المعركة خرجت علينا دويلة الشر بمبادرة تسوية سياسية القصد منها منح مليشيتها قبلة حياة لكن هيهات هيهات فليس لهم من جيشنا غير لغة السلاح والدم.
** من حسن الحظ أن الرأي العام العالمي أضحى كله أكثر قناعة بأن شعارات حقوق الإنسان والحريات العامة مجرد أدوات لقمع إرادة الشعب سقطت أميريكا في أول اختبار حقيقي فيها وأطفال غزة يتعرضون لأبشع وأقسى جريمة حرب منذ الخليقة.
** وسقطت هذه المزاعم والشعارات البراقة والشعب السوداني يتعرض لأحقر مؤامرة دولية تقف وراءها الإمارات المتحدة دويلة الشر أمام نظر وسمع أميريكا التي تريد أن توقف تقدم خطوات جيشنا من سحق مليشيا الجنجويد التي تتحرك بدعم كامل من شيطان العرب ودويلته العربيدة الماكرة الماجنة الصهيونية.
** لن تهز الرباعية شعرة في مفرق الرأي العام السوداني الذي يرى أن الرباعية تعبث وتلعب فإن كانت جادة في طرحها تريد بحق وقف إطلاق النار في السودان فلتوجه دويلة الشر بالكف عن دعم ومساندة ومؤازرة الجنجويد ساعتئذٍ لن تقوم للتمرد قائمة إلي الأبد.
** من الآخر بيان الخارجية يمثل كل سوداني وطني غيور يحب السودان ويعشق ترابه ويخاف على عرضه ويعمل على صيانته من دنس هؤلاء الهوانات الأغبياء