الأغنية السودانية .. ابداعات مشتركة

الأغنية السودانية .. ابداعات مشتركة
بقلم: أمير أحمد حمد
عدد من الأغنيات السودانية اشتركت مشاعر عدة في كتابتها وصياغتها، بمعنى اشترك في تأليف كلماتها عدد من الشعراء في فترة الحقيبة وما بعد الحقيبة، فمثال لذلك أغنية من الأعماق يا حبيبي يا غالي التي تغنى بها صلاح مصطفى فقد اشترك في تأليفها صلاح مصطفى، حيث بدأ المقطع الأول وشاركه في المقطع الثاني محجوب سراج وختمها علي شبيكة كما أخبرني الفنان صلاح بذلك. فكانت أغنية توحدت فيها المشاعر وأخيرا كتبت في الإذاعة بإسم صلاح مصطفى بعد تنازل كلا الشاعرين من حقهما الأدبي.
وكذلك جاءت أغنية بت النيل التي تغنى بها العميد أحمد المصطفى، فقد كتبها الباشمهندس بشير عبدالرحمن الذي كتب أغنية ست العربية التي أشتهرت بها الفنانه نورا وقد قاسمه الشاعر أحمد محمد الشيخ الجاغريو تأليف الأغنية (بت النيل)، فكانت كسرة الأغنية من تأليفه (أحبو وأحب نوناتو نوناتو ألفي وجناتو) إلى آخر الأغنية.
اما في فترة الحقيبة أيضا بعض الأغنيات مشتركة المشاعر منها (حاول يخفي نفسو) والتي نسبت أخيرا لسيد عبد العزيز وكذلك أغنية (الليل الليل يا جمال الليل) فقد أشترك في تأليفها عدد من الشعراء منهم أبو صلاح والعمري أو بالأصح أغنيات كانت منفصلة جمع بينها الشاعر موسى حسن ونسبت في النهاية بإسمه في الإذاعة. ولعل من الأغنيات الجميلة التي كانت في فترة الحقيبة أغنية (ضاع صبري) التي تغنى بها سرور ومن ثم إبراهيم عبد الجليل عصفور السودان، هي أيضا أشترك في تأليفها ثلاثة من الشعراء وهم عبيد عبد الرحمن ومصطفى بطران وأحمد عبد الرحيم العمري، وأخيرا نسبت للشاعر عبيد عبد الرحمن. وكذلك أغنية وردي (أقابلك) بدأها الشاعر عمر الدوش الذي منح وردي أغنية الود والحزن القديم وبناديها، بالبيت الأول وأكملها الشاعر إسحق الحلنقي الذي قدم الكثير للأغنية السودانية.
وحينما تستمع إلى هذه الأغنيات تحس بأن نفسها الشعري صادر من نفس واحد وتجد فيها وحدة الموضوع وهكذا شعراء الأغنية السودانية والأمثلة كثيرة.