المقرئ صديق أحمد حمدون

بروفايل

المقرئ صديق أحمد حمدون

بقلم: صلاح الدين عبد الحفيظ

ارتبط إسمه بكل نداء للصلاة وعبر قراءته وترتيله للقرآن الكريم بصوت شجي جذاب، وله قراءات تركت الأثر الكبير في نفوس المستمعين من خلال البرنامج الإذاعي الذي كان يقدمه البروفيسور عبد الله الطيب «دراسات في القرآن الكريم» بالإضافة إلى دعاء ختمة القرآن الكريم بصوته المحب لما يتلوه للتفسير البسيط الذي طال قلوباً وعقولاً وعقوداً من عمر أهل السودان.

 

ولد الشيخ صديق أحمد حمدون في عام 1925م بقرية «الهبيكة» عكود بالقرب من رفاعة، ودرس القرآن وعمره لم يتجاوز الخامسة على يد الفكي أحمد المقبول الذي كان يصفه بالفطن، وتدرج في تعلمه حتى صار معلماً للقرآن الكريم وعلومه بجامعة أم درمان الإسلامية مسترشداً بالمنهج الصوفي الذي تربى عليه وترعرع فيه، حيث صار واحداً من رجاله الذين يشار إليهم بالبنان.
كان الشيخ حمدون يحب القراءة وأمتلك مكتبة ضخمة شملت مراجعا في علم التفسير وسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم، وكان حمدون يحب الحكاوي والنكات اللطيفة خفيفة الظل.
مشاركة صديق أحمد حمدون في البرنامج الإذاعي «دراسات في القرآن الكريم» الذي كان يقدمه البروفيسور عبد الله الطيب، أحد اهم البرامج التي استمرت لمدة أحد عشر عاماً، وكان البرنامج المفضل لكثير من المستمعين الذين تواصلوا مع صديق أحمد حمدون من خلال الاستماع لتلاوته العطرة للقرآن الكريم. والفترة بين عامي 1958 و1962م هي فترة البرنامج التاريخية، ومازالت الإذاعة السودانية تعيد بث هذا البرنامج من حين لآخر، وكان تفسيراً مبسطاً وعميقاً في آن واحد، مستنبطاً الأحكام وشارحاً لمواطن الإعجاز ومنبهاً لدور المعاني ومعرباً لغريب الكلم وعجيب العبارة.
وأضفى صديق على البرنامج أجواء روحانية بقراءته الندية وصوته العميق وأسلوبه المتفرد في التلاوة.
تم ابتعاث الشيخ صديق أحمد حمدون لكثير من البلدان، ومنها: أندونيسيا وتونس ونيجيريا ومصر وماليزيا.
وقبل وفاته رأى رؤية منامية مضمونها أنه في منامه قرأ سورة النصر، وعند استيقاظه نادى ابنته لكي تحضر له كتاب ابن سيرين لتفسير الأحلام الذي فسر له الرؤية بأن من يقرأ سورة النصر في منامه سوف يتوفاه الله بعد سبعة أيام، وأن هذه السورة نزلت تنعي الرسول صلى الله عليه وسلم بعد أن أدى الرسالة. وتصديقاً لهذه الرؤية ودع الشيخ صديق أهله وكل معارفه وعالج أمر معاشه بالجامعة الإسلامية، وأخبر أصدقاءه جميعهم وأمرهم بحضور التشسيع وأسلم روحه لله في يوم 23/10/1985م بعد أن شهدت مراحله العمرية كافة حفظاً تاماً للقرآن الكريم وتدريس علومه.
وأقام مريدو الشيخ صديق أحمد حمدون المركز الإسلامي الذي يحمل اسمه بمدينة أم درمان الثورة الحارة «65» لتحفيظ القرآن الكريم وتدريس علومه.