السودان وروسيا .. علاقات متطورة

السودان وروسيا .. علاقات متطورة

 

أمدرمان: الهضيبي يس

انطلقت بالعاصمة الروسية موسكو فعاليات اللجنة الفنية للدورة الثامنة للجنة الوزارية السودانية الروسية المشتركة، حيث بدأت الجلسات الفنية بكلمات متبادلة بين رئيسي وفدي البلدين. وتطرق ريناد أغليولين، رئيس الجانب الفني الروسي، إلى العلاقات المتطورة بين البلدين، مشيراً إلى أن انعقاد هذه اللجنة دلالة على الرغبة في تطوير العلاقات لمصلحة شعبي البلدين. وأثنت د. هند صديق، وكيلة وزارة المعادن ورئيسة الجانب الفني السوداني، الحكومة الروسية على استضافتها لأعمال اللجنة، معبرة عن أملها في مشاركة المختصين والخبراء في البلدين في حوارات بناءة تتسم بالشفافية لتعزيز العلاقات القائمة وفتح آفاق جديدة للتعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين. وتستمر الجلسات الفنية ليومين بمشاركة ممثلين من وزارات المالية والبنى التحتية والنقل والتعليم العالي والبحث العلمي والطاقة وبنك السودان المركزي، ونظرائهم من الجانب الروسي.

 

ومن المتوقع أن تكون للجنة مخرجات مهمة في مجالات حيوية كالطاقة والنفط والتعدين والبنية التحتية. وتأتي أهمية انعقاد اللجنة في هذا التوقيت والبلاد مقبلة على مرحلة إعادة إعمار ما دمرته الحرب، ويؤكد حرص الجانب الروسي لتعزيز وتطوير العلاقات الثنائية الاقتصادية والتجارية بين البلدين.
وشدد مراقبون لتمرحل العلاقات السودانية – الروسية إلى ضرورة انتقال سمه العلاقة بين الدولتين من التبادل الدبلوماسي للإستراتيجي ورفع مستوى التبادل التجاري الذي لم يتجاوز حتى الآن 110 مليون دولار حتى مطلع العام 202‪5م. خاصة وانه السودان وروسيا، والسودان يعانيان من مهددات وتحديات كبيرة للغاية على صعيد مايعرف بإعادة تموضع بعض الدول في المحيط الإقليمي، والدولي وانفاذ مشاريع بسط السيطرة مما يفسح المجال أمام فرصة مواتية للتعاون من قبل “الخرطوم” واتخاذ قرارات مصيرية بتوقيع اتفاقيات اقتصادية، وجيوسياسية تساعد على تمويل مشاريع عن طريق “البوت” من قبل موسكو في مجالات الطاقة، الزراعة، التكنلوجيا.
بالمقابل فإن موسكو تبحث عن موطئ قدم لها على البحر الأحمر يساعدها على تعزيز موقفها الأمني وحماية مصالحها في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا والحد من المشاريع التوسعية لتحالف المجموعة الرأسمالية برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية.
وتؤكد الباحثة في الشؤون السياسية د. فاطمة العاقب أن علاقات السودان، وروسيا قد بدت منذ منتصف سبعينات القرن الماضي ولكن ظلت في حالة تأرجح وفقا للتضاريس السياسية ومستويات نظام الحكم المتعاقبة على الدولة. وأضافت فاطمة العاقب: فالمتتبع لتطورات تلك العلاقة يجد أنها لم تخرج عن سياق الرغبة في المضي بها نحو خطوات أبعد مما عليه الآن، خاصة وأن مواقف موسكو من الحرب في السودان والتي ترى أنها فعل يعمل على تهديد سيادةَ ومؤسسات الدولة من قبل مليشيا مسلحة سعت للاستيلاء على السلطة بقوة.
وزادت: أيضا لموسكو من الآليات والوسائل التي تستطيع أن تقرأ بها حجم تحالفاتها المستقبلية، فهي تدرك جيدا بأن السودان دولة متى ما توفرت فيها حالة الاستقرار وابتعدت عن النزاعات فهي قادرة على النهوض بشكل كبيرا نظرا لما تمتلك من الموارد والامكانيات.
وشددت فاطمة بأن المطلوب من الحكومة السودانية اتخاذ القرار بتطبيع العلاقات بشكل كامل مع موسكو وبإرادة سياسية خالصة ومن ثم الذهاب نحو إنفاذ مشاريع استراتيجية متفق عليها، بغرض التخلص من مهددات بعض الأطراف الدولية وعقوبات الإدارة الأمريكية التي لطالما سعت للتعامل مع السودان وفقا لسياسة العصا والجزرة وهنا تكون الدولة قد طبقت مبدأ الندية وتبادل المصالح الجيوسياسية، والاقتصادية، ووفرت من الأدوات الكافية لحماية نفسها.