كابول وحلم ترامب الآثم بالعودة

كتب: محرر ألوان
في مثل هذا اليوم 27 سبتمبر من العام 1996م، سقط النظام الشيوعي في أفغانستان بعد حرب ضروس مع ثوار المقاومة الإسلامية المتمثلة في شباب أفغانستان الرافضين للتابعية الماركسية. وكان في المقدمة الطلاب الأفغان الذين تركوا الدراسة في كل المراحل، فسمِّيت الثورة باسمهم (طالبان).
فاقتحم الثوار والجماهير الثائرة القصر الرئاسي، وتم إعدام الرئيس محمد نجيب الله قصاصًا للآلاف الذين أُهدرت دماؤهم في كل الأراضي الأفغانية أيام حكمه الحديدي المستبد. ومن كرامات هذه الثورة أنها كانت القشة التي قصمت ظهر البعير؛ فسقط معها ما يُسمى بالاتحاد السوفيتي العظيم، وتغير وجه العالم، وتنفس المعسكر الغربي الصعداء.
لكن نتيجة انتصار الشعب الأفغاني، الذي ظن أن أمريكا ستدعم تجربته في البناء والتعمير، كانت خيبة أمل كبيرة، إذ سرعان ما قاموا بإسقاط النظام الثوري الملتزم الجديد، بل طاردوا قياداته داخل أفغانستان، وطاردوا القيادات العربية المجاهدة خارجها. وتم اغتيال المجاهد أسامة بن لادن، وقامت حملة تشويه طاغية وعاصفة، متهمة كل الثوار العرب بلقب الإرهاب، الذي سار مسرى العواصف في الميديا المعاصرة.
ومن غرائب التاريخ أن أمريكا، التي خرجت خاسئة خاسرة مهزومة في حربها الأخيرة مع نظام طالبان، وهي تجرجر أذيال الخيبة، يأتي اليوم ترامب من جديد ليهدد السلطة الوطنية في أفغانستان، ويطالب بالعودة إلى القاعدة الأمريكية (باغرام الجوية) التي غادرها سلفه هاربًا، مبررًا استعادتها – ويا للغرابة – لأنها تبعد ساعة واحدة من صواريخ العدو الصيني، كما قال.
لقطة تصوِّر احتفال طليعة شباب أفغانستان الثائر حين انتصر واقتحم القصر الرئاسي.