د. حسن محمد صالح يكتب: الشعب السوداني ينتصر بالمدنية

موقف

د. حسن محمد صالح

الشعب السوداني ينتصر بالمدنية

مسؤول الاتحاد الأوربي اعتذر يوم الأربعاء ٢٤ /٩/٢٠٢٥م لجموع السودانيين التي داهمت مقر الاتحاد الأوربي في العاصمة البلجيكية بروكسل احتجاجا على استضافة الاتحاد الأوربي لعناصر من مليشيا آل دقلو الإرهابية للحديث حول السلام في السودان في جلسة نظمها الاتحاد الأوروبي للسلام. لكن الجنجويد كعادتهم أعلنوا عبر منصات الإعلام عن دعوة تلقوها من الاتحاد الاوربي. جاء د. الوليد مادبو وعبد المنعم الربيع لمخاطبة الجلسة ولكن جموع السودانيين بدورها أعلنت أنها سوف تتصدى لهم وهي غاضبة من الاتحاد الأوربي وصلت إلى المكان وهتفت ضد الجنجويد.
خرج مسؤول الاتحاد الأوربي لمخاطبة المتظاهرين مشيدا بدورهم وبذلهم المال والجهد والوقوف في البرد لفضح الجنجويد الذين وصفهم بالمجرمين، وقال نحن في الاتحاد الأوربي من أجل السلام وليس من أجل القتلة. وقال إنه لم يكن يعلم أن من حضروا لمخاطبة اللقاء جنجويد ولكن المتظاهرين بينوا له الحقيقة وقام بطرد الناشطين المليشيين عبد المنعم الربيع مستشار حميدتي والوليد مادبو. وقال المسؤول الأوربي في كلمة مطولة أمام المتظاهرين السودانيين: الجنجويد يقتلون النساء فكيف نستقبلهم في هذا المكان؟ وقال سبق لي أن اقترحت على دول الاتحاد الأوربي ضرب الجنجويد بالطائرات فكيف أسمح لهم بالحديث باسم السلام في السودان في مقر الاتحاد الاوربي؟. إنه خطأ اعتذر عنه والسبب في الخطأ هو عدم معرفتي بهم.
السيد مني أركو مناوي حاكم إقليم دارفور ورئيس حركة تحرير السودان أشاد بأبناء السودان المتواجدين في أوربا وقال أنهم يتمتعون باليقظة للدفاع عن بلادهم ضد دعاوي العملاء الذين يريدون أن يؤلبوا المجتمع الدولي ضد السودان بالأكاذيب والخداع وقال لقد ألقم أبناء السودان الجنجويد المرتزقة وحلفاءهم حجرا في مقر الاتحاد الأوربي.
الحراك السوداني لم يتوقف عند أوربا ولكن جهود أبناء الشعب السوداني وعلاقاتهم أفشلت مخطط منع السودان من عضوية المنظمات الدولية الذي تم إسقاطه في لجنة الشؤون الخارجية بالكونغرس الامريكي.
وفي داخل أروقة الجمعية العامة للأمم المتحدة يلتقي رئيس الوزراء الدكتور كامل إدريس بممثلي منظمات الأمم المتحدة ورئيس الاتحاد الافريقي وعدد من رؤساء الحكومات لمناقشة قضية الساعة وهي فك حصار الجنجويد عن مدينة الفاشر الصامدة. وهناك طلب قديم متجدد للسودان والعديد من المنظمات الحقوقية والدول بتصنيف مليشيا الدعم السريع منظمة إرهابية لما تقوم به من انتهاكات وجرائم ضد الإنسانية في السودان يعمل رئيس الوزراء على وضع هذا الطلب موضع التنفيذ. إلى جانب بحث جهود الأمم المتحدة في توصيل المساعدات الإنسانية للسودانيين في المناطق المتضررة التي يلاحق فيها رئيس الوزراء منظمات العون الإنساني معلنا استعداد الحكومة السودانية لتسهيل مهمة منظمات العمل الانساني.
ويتفاكر السيد رئيس الوزراء حول إسهام الدول الصديقة في عمليات إعادة الإعمار والبناء والاستثمار في السودان.
لقد هزم أبناء السودان وحكومته أدعياء المدنية (٦ صفر) ولم تعد المدنية والتحول الديمقراطية في السودان مجرد حديث وشعارات كما قال الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان رئيس المجلس السيادي القائد العام للقوات المسلحة في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر عام ٢٠٢٣م مؤكدا إلتزام القوات المسلحة بتسليم السلطة إلى حكومة منتخبة عقب تحقيق السلام وفي نهاية الفترة الانتقالية.
في خارطة الطريق التي سلمها البرهان للأمين العام للأمم المتحدة غوتريش أكد الالتزام بتعيين حكومة تكنقراط واستكمال مؤسسات الحكم المدني والعدالة بما في ذلك المحكمة الدستورية.
لقد استنفدت صمود وتأسيس أغراضها تماما بعد التحالف السريع والمعلن مع مليشيا آل دقلو الإرهابية في حكومتهم المنبوذة محليا وإقليميا ودوليا. وسقوط الأكاذيب والدعاوي المعلبة والتي انتهت مدة صلاحيتها أن كانت لها في الأساس صلاحية بأن الحرب في السودان بين جنرالين وأن الدعم السريع يريد جلب الديمقراطية ومحاربة الفلول. وكما انتهت إقامة الدعامة
في سنار والخرطوم والجزيرة وكردفان علي يد القوات المسلحة وقريبا دارفور.
انتهت تخرصات حمدوك وأعوانه وحلفاؤه في أروقة المجتمع الدولي وانتهى الخداع والذكاء الاصطناعي بيقظة ابناء للسودان في الخارج ولم تعد المنظمات والاتحادات الدولية زريبة تدخلها سخلان آل دقلو. لقد صار أبناء السودان في الخارج مرجعيات لا يبرم أمر للسودان إلا بالرجوع إليهم (تشبيك) استراتيجي وعالمي لمنع وصول المرتزقة من الجنجويد والقحاطة لهذه المنابر وتزوير إرادة المجتمع الدولي تجاه السودان وأهله