إسحق أحمد فضل الله يكتب: (بطاقة هوية…)

مع إسحق

إسحق أحمد فضل الله

(بطاقة هوية…)

والمبنى هذا هو أغرب مقهى في الأرض… ولن تراه أنت، فهو مبنى وسط الرمال — رمال صحراء الشمال — وليس بجواره بيت واحد إلا على بعد مائة ميل. لكنه يعمل، وهو مهم إلى درجة خاصة.
المبنى هذا تتوقف عنده الشاحنات والسائقون الذين يقطعون الصحراء ويصارعون الرمال الساخنة؛ يقصدون المبنى هذا، وهناك السائق يدخل ويصنع لنفسه كوب الشاي، ويطبخ طعامًا؛ فالشاي والنار والماء وكل ما يصنع الطعام موجود هناك. وبعد الوجبة يستلقي السائق ساعة، وقبل أن يخرج يضع في الصندوق هناك مبلغًا مناسبًا من المال.
ثم رجل هو صاحب المقهى هذا يزور المبنى هذا مرة كل أسابيع ويضع هناك ما يحتاجه المسافرون، ويأخذ ما يجد في صندوق المال… عبقرية تجارة، وسماحة نفس وأمانة وابتكار لا تجدها إلا عند السوداني. عبقرية تعرف ما الذي يحتاجه الناس، أين، وكيف.
ثم
(المبنى هذا كان قائمًا حتى تشييد طريق شريان الشمال)
أهذا المال، كل المال، في دنيا الرقاع؟ ولا يتحررون؟
ضع كلمة (الروح) مكان كلمة المال فتجد السوداني…
……..
(2)

العالم الآن تفوح منه رائحة حرب… حرب إبادة…
والحديث عما وصل إليه الذكاء الاصطناعي من تقدم فوق الخيال، وهو حديث له إيقاع المارش العسكري.
والحرب سيبرانية؛ جنودها الآلات، والذكاء هو من يحدد الهدف ويحدد التعامل ويقوم بالتنفيذ ويعدل الخطط أثناء الاشتباك…
وهذا التهديد يجعل الدول الضعيفة تبتكر الآن الدواء المضاد.
والحدث، وجواب الحدث، كلاهما يعني أن الحرب واقعة… وأوروبا أمس تطلب دولها من المواطنين تخزين الضروريات. والبنوك تقول للناس: احتفظوا بالكاش. ومحطات البنزين تصاب بالجنون. ومحطات الأخبار تلهث…
وأين نحن؟
(3)
قال: إن قتل أحد نتنياهو أو رئيسًا أوروبيًا صرخوا… إرهاب.
وإن قتلت إسرائيل عشر رؤساء عرب قالوا دفاعًا عن النفس.
قال الآخر: من الذي أقام هذا العالم قاضيًا وحاكمًا؟… من أقامه هو أنت.. فلماذا يدهشك حكم القاضي هذا؟
……