الخرطوم .. جهود مكثفة لمكافحة حمى الضنك

الخرطوم .. جهود مكثفة لمكافحة حمى الضنك
أمدرمان: الهضيبي يس
دشنت محلية الخرطوم الحملة الكبرى للقضاء على حمى الضنك عبر التفتيش المنزلي للقضاء على البعوض الناقل للمرض في طوره اليرقي، وتجري الحملة تحت شعار (بالتجفيف الحمى تقيف) بالتنسيق مع وزارتي الصحة الاتحادية والولائية بإسناد من لجان الخدمات بالأحياء وقطاعات الشباب والرياضة والإسناد المدني بالمقاومة الشعبية وبمشاركة فاعلة من المواطنين بالأحياء. وتستهدف الحملة تفتيش جميع المنازل والأسواق والمرافق العامة والخاصة بالمحلية لتجفيف جميع مواقع توالد بعوض حمى الضنك. وأكد المدير التنفيذي للمحلية عبد المنعم البشير خلال مخاطبته تدشين الحملة أن الجهود التي كانت خلال الفترة السابقة لمكافحة نواقل الأمراض لم تفشل، ولكن بسبب بعض الظروف المعينة المرتبطة بمرض حمى الضنك لم تتم بالشكل المطلوب بسبب وجود أعداد كبيرة من البيوت الخالية من السكان التي تعتبر بيئة مناسبة لتوالد البعوض الناقل لحمى الضنك، إضافةً لفصل الخريف الذي تزامن مع انتشار المرض مما فاقم الوضع. وطالب القائمين على الحملة بضرورة الاضطلاع بدور أكبر في حملات التفتيش المنزلي بصورة دقيقة حسب الجرعات العلمية التي تلقتها فرق العمل باعتبارها أساساً لمكافحة حمى الضنك والتي تعتمد على إيقاف حلقة توالد البعوض الناقل.
جولة تفقدية
من جانبه قام الدكتور أحمد البشير، مدير الإدارة العامة للطب العلاجي بوزارة الصحة ولاية الخرطوم، بجولة تفقدية إلى مستشفيات الفتح وأمبدة، للوقوف على موقف الإمداد الدوائي وتقييم مستوى توفر الأدوية والخدمات الطبية.
وخلال الجولة، زار الدكتور أحمد البشير أقسام الصيدلة والإمداد الدوائي بالمستشفيين، واطلع على الإجراءات المتبعة لضمان استمرارية الإمداد، كما استمع إلى تقارير من إدارات المستشفيات حول أبرز التحديات التي تواجه العمل. وأكد مدير الإدارة العامة للطب العلاجي أن الوزارة تعمل على تعزيز وتطوير آليات التوزيع العادل للأدوية، وضمان وصولها إلى المستشفيات والمراكز الصحية في الوقت المناسب، مشيداً بجهود الكوادر الطبية والصيدلانية في مواجهة التحديات. وأشار إلى أن هذه الجولات الميدانية تأتي في إطار متابعة الأداء وتحسين جودة الخدمات الصحية بما يحقق رضا المرضى ويدعم استقرار المنظومة الصحية بالولاية.
توفير الأدوية والتشخيص
ومن خلال تنسيق مشترك بين وزارة الصحة ووزارة الصحة ولاية الخرطوم، يجري عمل واسع النطاق للقضاء على حمى الضنك والملاريا والحميات الأخرى. ويتم هذا العمل بمتابعة لصيقة من عضو مجلس السيادة رئيس اللجنة العليا لتهيئة البيئة العامة لعودة المواطنين لولاية الخرطوم، الفريق مهندس بحري إبراهيم جابر، ووالي الخرطوم الأستاذ أحمد عثمان حمزة، ودكتور هيثم محمد إبراهيم، وزير الصحة الاتحادي. ويتم العمل عبر محوري العلاج والوقاية. ففي محور العلاج، تتوفر الخدمات التشخيصية والعلاجية اللازمة مجاناً في عدد 34 مستشفى تعمل على مدار اليوم وموزعة على أنحاء محليات الولاية السبع. وهي كالآتي: في محلية أم درمان، يتوفر علاج الضنك والملاريا بمستشفى أم درمان التعليمي في صيدلية المستشفى وصيدلية الدواء الدائري الذي يستقبل أكثر الحالات، إضافةً لمستشفى محمد الأمين حامد والمستشفى السعودي والإمام الهادي وأبو سعد ومستشفى جبيل الطينة بالريف الجنوبي. وفي محلية كرري، يتوفر العلاج والتشخيص المجاني في مستشفيات النو، والجزيرة إسلانج، السروراب، الفتح، بر الوالدين بالحارة 21. وفي محلية أمبدة، يتوفر العلاج المجاني لحمى الضنك والملاريا في مستشفيات أمبدة النموذجي، مستشفى جايكا للولادة، ومستشفى الراجحي بدار السلام، ومستشفى الحارة 18 أمبدة. أما محلية بحري، فيتوفر العلاج والتشخيص المجاني في مستشفى حاج الصافي، ومستشفى الشهيد علي عبد الفتاح، ومستشفى الكباشي، وقري شمال بحري. وفي محلية شرق النيل، المستشفيات العاملة هي مستشفى البان جديد بالحاج يوسف، مستشفى العيلفون، مستشفى ود أبو صالح، مستشفى أم ضوابان، وأبو دليق القديم والجديد. وفي محلية الخرطوم، المستشفيات العاملة في تقديم العلاج التشخيصي المجاني هي مستشفى التميز، وجبرة للطوارئ. وفي جبل أولياء، يتوفر العلاج المجاني في مستشفيات التركي بالكلاكلة، ومستشفى جبل أولياء، ومستشفى بشائر. وخصصت هذه المستشفيات مراكز وعنابر خاصة بالعلاج. وأفادت تقارير الصحة أن الوفيات بسبب الضنك قليلة إلا في أوساط المصابين بأمراض أخرى. وعزت ذلك للاكتشاف السريع للحالات والاستجابة التشخيصية والعلاجية وإخضاعهم للبروتوكول العلاجي، بجانب تكثيف العمليات الوقائية خلال التفتيش المنزلي وتجفيف الأواني بالمنازل بواسطة (7) آلاف عامل للقضاء على البعوض الناقل للضنك داخل مصادره بالمنازل، وهي صهاريج المياه والبراميل والأزيار وكافة الأواني المنزلية التي يتم خلالها حفظ وتخزين المياه، بالإضافة للمكيفات. وقالت التقارير أن الجهود المبذولة من كافة الأطراف للقضاء على أمراض الخريف ستتحقق أهدافها، خاصة وأن هناك تجربة ناجحة في القضاء على الكوليرا.
نسبة الوفيات صفرية
وفي تصريحات نشرتها قناتي العربية والحدث أكد والي الخرطوم أحمد عثمان حمزة أن ما يقال عن عدم صلاحية العاصمة للسكن لا يستند إلى الواقع. مقرا بإنتشار حمى الضنك مؤخرا لكن نسبة الوفيات صفرية. ونوه والي الخرطوم إلى أن المستشفيات واجهت تحديات في السعة السريرية ونقص الأدوية، وأضاف: (لكننا فتحنا مراكز علاج حمى الضنك في جميع محليات الولاية).
تصريحات وزير الصحة
وفي إطار متابعات اللجان الفنية لمكافحة الأوبئة ونواقل الأمراض، عقد وزير الصحة د. هيثم محمد إبراهيم اجتماعاً مع الإدارة العامة للطوارئ الصحية ومكافحة الأوبئة بالخرطوم. وركز الاجتماع حول الترتيبات الإدارية والفنية لقيادة عمل الطوارئ على مستوى ولايات البلاد، منوهاً إلى الاستماع إلى تقرير عن الوضع الوبائي والطوارئ الصحية، بالإضافة إلى وضع الخريف في عدد من الولايات، لافتاً إلى أن القراءات لبعضها تظهر زيادة معدل نواقل الأمراض، الأمر الذي يستدعي ترتيبات للفترة القادمة، حيث تم وضع التدابير، ومن أهمها الإسناد الاتحادي الفني والمالي، وتحديد الاحتياجات الأساسية من المعينات والمتحركات وآليات التدخل، والتواصل بشأنها مع المانحين ووزارة المالية، فضلاً عن حكام الولايات بضرورة تحريك الجهد الشعبي وتفعيل العمل المحلي، خاصة لولايات الجزيرة، سنار، النيل الأبيض، نهر النيل وشمال كردفان. وأكد الوزير ضرورة تفعيل المنصة العليا للجنة الوزارية العليا، وتسليط الضوء على هذه الأوبئة، مع الحث على المناصرة الشعبية والدعم من الدولة، بجانب تحريك أدوار الوزارات الأخرى، ومنها الحكم الاتحادي، الحكم المحلي، ووزارة الزراعة والثروة الحيوانية، وغيرها من الوزارات التي لها أعمال مباشرة مع الصحة في مثل هذه الأحوال.