ود الشريف يكتب: حينما هز وردي المسرح بالحزن القديم

ضل الدليب

ود الشريف

 

** تحديدا في مساء يوم 8 أغسطس 1978م قدم الهرم محمد وردي رائعته الحزن القديم لأول مرة من على مسرح قاعة الصداقة، وكان المسرح ضاجا بالبشر والرجعوا أكتر من الخشو. وعندما فرغ من أداء الأغنية بصوته السعيد وقف الجمهور كله يصفق ويهتف لأكثر من خمسة دقائق. تاني تاني. وأضطر لإعادة الكوبلي الأخير:

تجيني يجيني معاك زمن أمتع نفسي بالدهشة. طبول بتدق وساحات لفرح نور وجمل للحزن ممشى. وتمشي معاي خطانا الإلفة والوحشة .. تمشي معاي وتروحي .. تمشي معاي وسط روحي.. ولا البلقاه بعرفني ولا بعرف معاك روحي ..

** الحزن القديم كلمات عمر الطيب الدوش.
** نعود للفنان الراحل علي إبراهيم والذي كان يمزج بين الغناء الشعبي والحديث وأيضا غناء الحماسة ولديه شريط دويتو مع جمال فرفور حاجة ما تخلص، تم تسجيله في بيت عرس رددا فيه أروع أغنياته وشاركه الجمهور بالغناء وعلي إبراهيم كما ذكرنا قبلا كان فنان الأعراس الأول دون منازع. وفي حفلاته الجمهور لا يهدأ أبدا. يا أخوانا كان رقتو أنا بوصف الشفتو.
** شاعرنا محمد علي أبو قطاطي كتب بالفصحى وبالدارجي. أشهر أغنياته المرسال: أمش قوليهو يا المرسال عساهو يراعي ملهوفو .. حبيبك بي وراك جارت عليهو خانتو ظروفو .. فقد صبرو وشرد نومو لهيب الشوق حرق جوفو.
وبالفصيح غني له خليل اسماعيل: بكرة يا قلبي الحزين تلقى السعادة. وغنى زكي عبد الكريم: أسأل نفسك بينك وبين عن اخلاصنا. وغنى له ابن البادية: يا ربي هل طاريني قلبو. وكتب أبو قطاطي: الفينا مشهودة عارفين المكارم نحن بنقودة والحارة بنخوضها.
** شاعر أغنية ليلة السبت لابن البادية فلسطيني وليس كويتي وهو محمد القاضي. والشاعر الكويتي كتب أنشودة: أمتي يا أمة الامجاد والماضي العريق، التي تغنى بها الثنائي الوطني.
** بعد خلافه الشهير مع فنان أفريقيا الأول والأخير جاء الشاعر اسماعيل حسن بفنان ناشئ اسمه أحمد فرح لينافس فنان أفريقيا وقدم له عدد من الأغنيات أشهرها يا حليلك يا بلدنا وغنى أيضا البريدو مالو اتأخر بريدو. وثلاثة أربعة أغنيات أخرى ولم يستطع المنافسة وسافر إلى السعودية ومن السعودية إلى ليبيا وتوفي هناك في الثمانينات. رحمه الله.
** هنالك فنانين قدموا أغنيات رائعات لكنهم فشلوا في بناء قاعدة جماهيرية ولم نشاهد أي واحد منهم في حفل لوحده. وعلى سبيل المثال: حمد الريح، صلاح مصطفى، عبد القادر سالم.
** أبو عركي البخيت لديه أغنية يقول فيها: تجربة .. تجربة .. خطيرة جد اجتزتها.
** عاهدتني انك تكون مخلص في بعدي.
** خوجلي عثمان رحل عن دنيانا وهو في ريعان شبابه. مات داخل اتحاد الفنانين بأيدي غادرة وكان فنانا جميلا مبنى ومعنى. قدم غناء رائعا. وأروع أغنياته: ما بنختلف للشاعر حسن الزبير، وحبة حبة لتاج السر عباس. وردد عدد من أغنيات الحقيبة.
** ثنائية عثمان الشفيع ومحمد عوض الكريم القرشي نترك الحديث عنها لوقت آخر.
** محجوب سراج شاعر ومبدع كبير ظلمه الإعلام ويكفي أنه كتب: بعد الغياب .. بعد الليالي المرة في حضن العذاب. و كتب حبة شوق وشكل ثنائية مع صلاح مصطفى.
** أين ثنائي الحتانة وأين تيمان عطبرة وأين مصطفى مضوي فنان عطبرة؟.
** دعونا أن يعود صوت النور الجيلاني الجميل الهياب وما زلنا ندعو.
** يا سلام على الراحل نادر خضر وهو يردد: كلمتي المست غرورك وفرقتنا يا حبيبي لصلاح ابن البادية.
** خير فعل اتحاد الفنانين بسحب الرخصة من عشة الجبل وزميلتها التي لم نسمع بها من قبل وما دار بينهما أساء للأغنية السودانية وأساء لأساطين الغناء وأساء للدولة نفسها ولازم تكون في محاسبة من السلطات الأمنية.
** حقيقة عدد المغنيات والمغنيين أصبح أكثر من عدد الجمهور، رغم الظروف التي تمر بها البلاد. كل صباح مغني ومغنية. والغناء منحط وتافه. واحدة تغني وتقول: (لاقيتو جنب البير .. أشر لي).
** عاجل الشفاء للفنان الكبير عبد القادر سالم وأن يعود لعشاقه ومحبيه. أحب جدا عبد القادر في رائعته: مكتول هواك يا كردفان .. مكتول هواك أنا من زمان. وكذلك احب الاستماع لأغنية: اللوري حل بي دلاني في الودي .. جابني للبرضا .. العمري ما بنسى .. حبيبي سيد الناس يبقى لي وناس.
** في مرة أخرى نتحدث عن الشاعر محمد يوسف موسى صاحب: عذبني، وكلمة، وحسنك أمر، وفات الأوان، وكثير من الروائع.
** بقى يا أغني أنا يا تغنو انتو. رحم الله الأستاذ محمد الأمين.
** بالمناسبة محمد الأمين حاول أن يرعى الفنان الشاب محمد بدوي أبو صلاح، وأهدى له لحنا، فكانت الحرب وكان رحيل ود الأمين. محمد بدوي يتواجد حاليا في الدوحة وقدم عدد من الأغنيات في حب الوطن.
** طه سليمان فرض 30 ألف دولار لمن يرغب في التعاقد معه لاحياء حفل. رحم الله وردي وود الأمين.
** تمر علينا هذه الأيام ذكرى رحيل الفنان زيدان إبراهيم الذي ملأ الساحة فنا وابداعا وكان الثاني بعد محمد وردي في فترة السبعينات ومن منكم لم يردد: في الليلة ديك والناس تشارك فرحتك .. حسيت بإني غريب هناك وغريبة انتي في دنيتك. ندعو لزيدان بالرحمة.
** الأغنية الوحيدة التي غناها إبراهيم عوض من ألحانه هي تذكار عزيز للشاعر مصطفى عبد الرحيم.
** البلابل عدن بعد سنوات طويلة من الغياب لمسارح الخرطوم قبل الحرب و تأثرت أصواتهن بتقادم السنين. وقطعا لو لا بشير عباس لما كانت البلابل. رحم الله بشير عباس، وقد أبدع في تلحين أغنية: رجعنالك وكيف نرفض رجوع القمرة لوطن القماري، كلمات الأستاذ عبد الباسط سبدرات.
** زيد في صدودك وأنا بسهر كتير
ما تقلل غرورك أنا عايزك أمير.