
د. هاشم حسين بابكر يكتب: حرب المياه سلاحها الماء
حرب المياه سلاحها الماء
د. هاشم حسين بابكر
اليوم تشن علينا إثيوبيا حربا مستترة بالماء لإغراق السودان وذلك بتصريف كميات ضخمة من المياه. تريد إثيوبيا تصريف ٩٦٠ مليون متر مكعب يوميا في حين أن ورود ٨٠٠ مليون متر تدق وزارة الري ناقوس الخطر. تريد الحبشة إغراق السودان لماذا؟. لأن تعداد سكانها فاق المائة مليون نسمة من أين سيأكلون؟. ليس لهم إلا أراضي السودان الخصبة.
هناك اتفاقية ١٩٠٢م أبرمتها بريطانيا مع إثيوبيا تقضي بعدم إنشاء سدود على النيل الأزرق كما اقترحت الوكالة الأمريكية ببناء سدود محدده لا تؤثر على تدفقات المياه للسودان ومصر. للزراعة الإثيوبية أعطى الإنجليز منطقة الفشقة فيما اعتقد لزراعتها. ومن سخريات القدر أن تلك المنطقة أصبحت موقع سد النهضة. إن أكبر جريمة في حق السودان هي موافقة النظام السابق على قيام سد النهضة. وقف المرحوم كمال علي وزير الري وهو العالم والخبير الدولي في مياه النيل ومنابعه وقف ضد سد النهضة الأمر الذي قاد لاقصائه من الوزارة وتولى الوزارة وزير مؤيد لسد النهضة. والحرب على المرحوم كمال علي بدأت من داخل وزارة الري.
يجري هذا والمرحوم كمال علي تربطه قرابة دم برئيس الجمهورية. واليوم بدأت حرب المياه وسلاحها المياه. قد لا يعرف غالبية الشعب السوداني ولا حتى قيادته السياسية الخطر الذي يهدد الوجود السوداني. شغلوا السودان بحرب يدرك من خطط لها أنها حرب خاسرة بالنسبة له. لكن الحرب الحقيقية لم تنشب بعد. إنها حرب ليس فيها قصف وصواريخ وقتال ساخن فهم يدركون تماما أن الشعب السوداني وجيشه الباسل قادرون على صد كل عدوان وإن تشكل من جيوش من سبعة عشرة دولة تمدها دول الاستكبار العالمي بأحدث الأسلحة. إنها حرب الإغراق بالمياه.
قديما كان سد مأرب الذي تسبب انهياره إلى إعادة تشكيل القبائل العربية في جزيرة العرب. فما الذي يحدث حالة انهيار سد النهضة؟.
هذه التحذيرات من مجرد عملية تفريغ تغرق فيها عدة قرى وربما مدن، فكيف إن إنهار سد النهضة؟. وهو أمر ممكن حدوثه. سد النهضة يحجز أربعة وسبعين مليار متر مكعب. وزن المتر المكعب من الماء واحد طن، وهذا يعني أن أربعة وسبعين مليار طن ستشكل ضغطا هائلا على أرض هشة ومضطربة. وتم رصد مائة حالة زلزال في العالم بسبب البحيرات التي خلف السدود في مناطق لم تشهد زلازل من قبل. والهضبة الإثيوبية مؤهلة للزلازل وبها زلازل نشطة.
إذا كان سد مأرب الذي بنى بخبرات متواضعة قد غير من اعادة تشكيل القبائل في كل الجزيرة العربية وحتى في شرق افريقيا، فما الذي سيحدث حال انهيار سد النهضة لا قدر الله.