صديق البادي يكتب: البروفيسور علي شمو ورسائل رصينة باللغة الانجليزية توجه للرأي العام العالمي

البروفيسور علي شمو ورسائل رصينة باللغة الانجليزية توجه للرأي العام العالمي

صديق البادي

 

شهد السودان على مدى أكثر من عامين وخمسة أشهر ونصف حرباً ليس لها مثيل في تاريخه منذ الأزل من حيث الجرائم والحقد الأسود وانعدام المروءة وسوء الأخلاق وانحدارها لدرك سحيق بممارسات إجرامية تدميرية همجية وحشية بشعة تأنف الذئاب والكلاب الضالة المسعورة عن ممارستها وتفاصيلها معروفة ومكشوفة على الملأ وهي كتاب أسود مفتوح ومفضوح.
وهي حرب مزدوجة ذات هدفين وشقين متكاملين والهدف الأول الذي خططت ودبرت له القوى الأجنبية المعادية للسودان ومولته تمويلاً مالياً ولوجستياً ضخماً بميزانيات مفتوحة هو السعي لإذلال السودان والتعدي على سيادته ليغدو مسلوب الإرادة وخاضعاً للقوى الأجنبية المستبدة التي تريد السيطرة على ثرواته المتنوعة وموارده الهائلة الضخمة وإضعافه ومن ثم تقسيمه مع تكوين حكومة سودانية تكون ضعيفة وذيلاً ذليلاً تابعاً لهم تأتمر بأمرهم وأكملوا استعداداتهم للحرب وتغيير النظام الحاكم بنظام جديد جهزوا له وكانت بياناتهم وتعييناتهم جاهزة ولذلك فإنهم كانوا ينتظرون في الخارج والداخل بفارغ الصبر إذاعة بيانات نصرهم في ضحى يوم السبت الموافق الخامس عشر من شهر أبريل عام 2023م واسقط في أيديهم وجن جنونهم عندما أدركوا فشل مخططهم وأصبحوا كالثور الهائج في مستودع الخزف وبدأوا في تنفيذ المخطط الثاني المكمل للمخطط الآثم وهو اهانة واذلال الشعب السوداني والمواطنين العزل من السلاح وفتحت أبواب التجنيد على مصاريعها لعتاة المجرمين واللصوص والقتلة المحكوم عليهم بالإعدام من الذين أطلق سراحهم من السجون ولمجرمي ولصوص تسعة طويلة والمرتزقة الذين أحضروا من بعض دول الجوار الافريقي ولكافة المجرمين واللصوص والنشالين ومتعاطي المخدرات والخمور الذين كانت تعج بهم العاصمة قبل اندلاع الحرب وقد وجدوا ضالتهم عند اندلاعها ولسان حالهم يردد (هذه ليلتي وحلم حياتي ) وفعلوا في الشعب السوداني من الجرائم البشعة ما لم يفعله النجار في الخشب .
وانتصر الجيش الباسل والشعب السوداني الذي تحمل في هذه الحرب ما لا تتحمله راسيات الجبال ونأمل أن يتصدى مؤرخ عسكري متخصص ليكتب عن هذه الحرب بكل تفاصيلها بنفس الطريقة التي كتب بها المؤرخ العسكري البارع الراحل الرائد عصمت حسن زلفو عن معركة كرري ومعركة شيكان . والمهزوم دائماً لا يستسلم بسهولة ولا يكف عن الأذى بإرسال المسيرات وغيرها ويعمل على التخريب واحداث فرقعات إعلامية بهجوم هنا أو هناك . وفي كل الأحوال فإننا نأمل أن يؤوب حملة السلاح لصوت العقل وأن يعلن عفو عام لكل من يضع السلاح ويجنح للسلم أملاً في إيقاف هذه الحرب الاستنزافية التخريبية التي طال أمدها .
والمجتمع الدولي ليس كتلة واحدة وكل دولة قائمة بذاتها ولها مصالحها التي تحدد علاقاتها وللسودان أشقاء وأصدقاء وقفوا معه وقت الشدة ويوجب هذا تمتين العلاقات وفتح أبواب الاستثمارات والتعاون معهم. وتوجد دول جاهرت بعدائها السافر للسودان وكثير من الخواجات الذين يتحدثون عن حقوق الانسان وعن حقوق الكلاب والقطط قابلوا وقابل اعلامهم انتهاكات الدعم السريع والمآسي والفظائع اللإنسانية التي أحدثوها في السودان بإهمال وبرود يدل على روحهم العدوانية ودعمهم ومساعدتهم لمعسكرات النازحين والمتضررين من الحرب كان ضعيفاً هزيلاً .
ومصر أخت بلادي كما ينشد الاستاذعبد الكريم الكابلي هي دولة قوية ذات مؤسسات راسخة وهي لا تفرط في أمنها القومي ولا تسمح بأية عمالة وعملاء وتقف على أية أموال تأتي من الخارج لمنظمات أو أفراد في الداخل لتتأكد كيف ولماذا دخلت وفيما انفقت والمواطن المصري عندما يغادر مصر أو يعود إليها فإنه يقبل ترابها ولكن هنا فإن الأمر فيه فوضى وهمجية والمنظمات المشبوهه المرتبطة بالخارج وتأخذ من الأجانب أموالاً طائلة هي منظمات لا تعد ولا تحصى دون حسيب أو رقيب . وبالطبع أن عدداً من أبناء السودان سمعتهم طيبة في الخارج ورفعوا رأسه عالياً وقدموا صورة زاهية عن وطنهم وعلى العكس منهم تخصص عدد من أبناء السودان العاقين في تضليل العالم والخواجات بتوجيه ونشر البذاءات والإساءات والشتائم عن وطنهم ووصفوا السودان بأقذع الالفاظ وأسوأ النعوت والصفات وهم يجدون آذاناً صاغية عند الخواجات والقوى المعادية للسودان . وإن عدداً من الأجانب غير السودانيين كتبوا كتابات منصفة فيها صدق وتجرد عن السودان في (رسائل ومدونات) التي كتبها الإداريون البريطانيون الذين عملوا في السودان وغيرهم ولكنها ظلت حبيسة الاضابير . وأحياناً فإن خطاباً واحداً يمكن أن يحدث اختراقاً وتأثيراً وتفاعلاً على نطاق واسع ممتد والسيد محمد أحمد محجوب الذي كان رئيساً للوزراء وفي نفس الوقت كان وزيراً للخارجية كلفه وزراء الخارجية العرب بالاتفاق مع الرؤساء والملوك أن يخاطب بالإنابة عنهم وعن الأمة العربية اجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة الذي انعقد في شهر سبتمبر عام 1967م عقب نكسة أو بالأحرى هزيمة يونيو 1967م فألقى المحجوب خطاباً باللغة الإنجليزية باسم الامة العربية كان مثار إهتمام واعجاب العالم كله ورفع معنويات ورؤوس العرب عالياً وضمد جراحهم وقلب الموزين وجعل الاعلام الغربي الاخطبوطي يعتدل . والسودان الآن بحاجة ماسة لاختراق إعلامي مماثل يكون قوياً ومؤثراً وبدون شخصنة للقضايا فإن البروفسور على محمد شمو استاذ الإعلام في الجامعات والخبير الإعلامي المعترف به دولياً عمل في مجال الإعلام المسموع والمشاهد والمقروء لأكثر من سبعين عاماً وتدرج في العمل وأصبح وكيلاً لوزارة الثقافة والإعلام عندما كانت الخدمة المدنية في عصرها الذهبي وأٌنتدب للمساهمة في تأسيس وزارة الاعلام عند قيام دولة الامارات المتحدة وأصبح وزيراً بعد ذلك قبل حوالي نصف قرن وتولي منصب وزير الثقافة والاعلام عدة مرات في عهدين لم يكن فيهما مهرجاً سياسياً ولا طبلاً أجوف بل كان يؤدي عمله بمهنية عالية . وعند انعقاد مؤتمر القمة الافريقي بالخرطوم في عام (1978م) يؤكد شهود العصر أنه أدهش الجميع ببراعته في اللغة الانجليزية عندما قدم بعض الرؤساء الأفارقة من خلال أجهزة الاعلام وتقديمه لهم للإدلاء بإفادات خلال المؤتمر . والآن فإن جميع شاغلي الوظائف الدستورية في مجلس السيادة وفي مجلس الوزراء وفي كل المؤسسات هم بالنسبة له أبناء وهو في مقام أبيهم وهي أبوة ليس فيها تكبر ووصاية بل أبوة فيها رقة وتعامل مهذب وكمواطن عادي اقترح عليهم أن يستفيدوا من رمزيته وثقله ووزنه الاعلامي ويطلبوا منه تقديم بضع رسائل إعلامية باللغة الانجليزية واللغة العربية يوجهها للعالم عبر إذاعات وقنوات وفضائيات عالمية واسعة الانتشار والبث يتم الاتفاق معها واطلاق هذه الرسائل عبر الميديا وترجمتها بكافة اللغات الحية والمطلوب منهم أن يهيئوا له الجو المناسب الهادئ وتوفير كل المعينات والمراجع لإعداد وتقديم رسائل إعلامية قوية تنفذ للأفئدة وتتفهمها وتستوعبها العقول وتحدث اختراقاً كبيراً في جدار الاعلام المضاد وتجد تفهماً وتفاعلاً وسط المجتمع الدولي . ونأمل أن يوجه البروف على شمو ضمن هذه الرسائل رسالة رصينة مفتوحة باللغة العربية لرئيس دولة الامارات وتبث أيضاً باللغة الإنجليزية ليقف عليها العالم. والعلاقات بين الشعبين السوداني والاماراتي طيبة ومتينة وقديمة لم تشبها شائبة أثناء الحرب اللعينة التي طال امدها والمؤكد أن الامارات الشقيقة لن يصيبها أذى من فرد من أفرد الشعب السوداني ولو برمي حجر صغير لكسر لمبة كهرباء صغيرة . والشعب السوداني كان ولا زال وسيظل يحمل حباً واحتراماً وتقديراً لحكيم العرب الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الرئيس المؤسس لدولة الامارات ورائد وراعي نهضتها الحديثة وكانت علاقته وثيقة بالسودان وزاره عدة مرات وقام داخله برحلات للصيد تدل على أن الصداقة كانت حميمة .ورئيس دولة الامارات الحالي لم تتح له الظروف زيارة السودان ولا يعرف شيئاً عن تاريخه وجغرافيته وقبائله وإثنياته وتركيبته السكانية وعاداته وتقاليده ومعالمه وأعلامه وأهم وأبرز رموزه في شتى المجالات وهو ليس مطالب بذلك في الظروف العادية ولكنه كما شهد ويشهد العالم كله أصبح السودان هو شغله الشاغل وهو صاحب القدح المعلى في كل ما جرى ويجري في السودان منذ أيام الاعداد للمحاولة الانقلابية التي فشلت مروراً بالحرب الاجرامية الانتقامية التي عاني فيها الشعب السوداني والمواطنون الأبرياء العزل من السلاح الامرين وحدث في الواقع الحقيقي من التعذيب النهب والسلب وسرقات العربات والممتلكات وقتل المواطنين الأبرياء بدم بارد والاغتصابات وتشريد ملايين المواطنين الذين اخرجوا قسراً وقهراً من منازلهم وأصبحوا نازحين في الداخل أو لاجئين في الخارج ….والخ وما حدث يفوق كثيراً ما يحدث في افلام الرعب المخيفة. وبكل تأكيد أن رئيس دولة الامارات تسلل إليه بعض أبناء الوطن العاقين وتقربوا منه ليس حباً فيه ولكن من أجل الحصول على السلطة والمناصب هنا مع أموال تتدفق عليهم منه وخدعوه وأوهموه بأن المخطط الانقلابي سيكون ناجحاً بنسبة مائة في المائة ولكنه فشل بنفس النسبة وأدى ذلك لإشتداد عنادهم وردود فعلهم الانتقامية الغاضبة … ورئيس وزراء الفترة قدم استقالته من منصبه في شهر فبراير عام 2022م وقبلت منه وتم إذاعة ذلك عبر الإذاعات والفضائيات في الداخل والخارج وخرج من السودان قبل ثلاثة أعوام وسبعة أشهر ولكنه ظل يعلن مراراً وتكراراً أنه هو رئيس الوزراء الشرعي ومعه حكومته ومن جانب آخر فإن رئيس دولة الامارات يؤيد ويقف وراء اعلان حكومة أخرى اطلقوا عليها اسم حكومة التأسيس وبدون اساءة لأحد فإن الجميع لا يلمسون وجوداً لهذه الحكومة في أرض الواقع . ويبقى السؤال ماذا يريد السيد رئيس دولة الامارات من السودان والمعروف أنه منذ البداية كان يتحالف مع آل دقلو الذين كانوا واكرر كلمة كانوا يسيطرون على جبل كامل من الذهب هو في حقيقة أمره من الأصول الاقتصادية ذات العائد المالي الضخم وملكيته الفعلية للدولة السودانية . وإذا كانت هناك اسر وعوائل على مستوى العالم تعتبر مجازاً من الأسر الحاكمة مثل اسرة آل كنيدي بأمريكا (الرئيس القتيل في عام 1963م جون كنيدي وشقيقه المرشح للرئاسة عن الحزب الديمقراطي في عام 1968م روبرت كنيدي الذي اغتيل أثناء حملته الانتخابية وشقيقهم إدوارد الذي كان يتطلع أيضاً للرئاسة ) وفي الهند فإن اسرة غاندي تعتبر من الأسر الحاكمة (رئيس الوزراء جواهر لال نهرو وبنته رئيسة الوزراء انديرا غاندي ) وفي باكستان تعتبر أسرة بوتو من الأسر الحاكمة ( رئيس الوزراء ذو الفقار على بوتو وبنته رئيسة الوزراء (بناظير بوتو) ويضاف لتلك الأسر الحاكمة أسرة آل دقلو بالسودان التي كان لها مال وجاه ونفوذ واسع في الفترة بين عامي 2019 – 2023م وتمدد محمد دقلو تمدداً اخطبوطياً في السلطة ولكنه دفق لبنه على التراب . ورئيس دولة الامارات يقف مع الدعم السريع ولا زال يسعى بشتى السبل أن يكون لهم وجود في السلطة ولكن ما فعلوه من خراب ودمار في الحرب افقدهم كل ما كانوا يتمتعون به قبل الحرب ومن المستحيلات أن يعيد رئيس دولة الامارات لآل دقلو والدعم السريع لبنهم الذي دفقوه على الأرض ولكن يمكن أن يتم الاعتراف بوجود عاملين ومجندين في الدعم السريع ويكون عددهم في حدود ثلاثين ألف على أكثر تقدير وتحدد مهامهم ومواقعهم خارج العاصمة كما كانت عند بداية تأسيس الدعم السريع ويكونوا تحت قيادة إمرة القيادة العامة للقوات المسلحة . ومن يجنحون للسلم منهم ويريدون ممارسة العمل السياسي فيمكن ان تتاح لهم الفرص لتكوين حزب باسم حزب الدعم السريع أو أي اسم يختارونه ويكون ضمن الأحزاب الكثيرة الأخرى ولكن اعادة الأوضاع والسلطة لهم مثل ما كان قبل اندلاع الحرب الاجرامية الانتقامية فهذا من المستحيلات مثل (الغول والعنقاء والخل الوفي) ورئيس دولة الامارات يطالب بابتعاد الجيش السوداني عن الحكم وعدم ممارسته للسلطة وهذا مطبق بالفعل والقوات المسلحة (من رتبة فريق أول وحتى رتبة جندي أو وكيل عريف) فإنهم بالإجماع لا يحكمون ولا يمارسون سلطة وهم متفرغون تماماً لأداء عملهم العسكري ومهامهم المهنية العظيمة وهم حماة الوطن وأسوده الزائدين عن حياضه ويوجد وزير دفاع هو الوحيد المنتمي للقوات المسلحة داخل مجلس الوزراء ولم يتم اختياره ممثلاً لها ولكن تم اختيارة لصفاته المهنية التي يتطلبها المنصب في هذه الظروف . ومجلس السيادة يضم أربعة من كبار الضباط وحملة رتبة فريق أول وهم رئيس مجلس السيادة وثلاثة من أعضاء المجلس ولعل رئيس دولة الامارات وشقيقه مدير الاستخبارات ومن معهم يدورون ويلفون حول هذه النقطة التي تسبب لهم ضغطاً نفسياً .
أما عن الاستثمارات الاماراتية في السودان فقد كان ولا زال المرفوض هو اجراء مفاوضات تحت الطاولة مع السماسرة وتغييب فيها المؤسسات الرسمية للدولة وانتهاك سيادة الوطن ولكن إذا احترمت السيادة الوطنية والمؤسسات الرسمية للدولة فلن يمنع مانع بدء مفاوضات جادة عن ميناء ابو عمامة والفشقة حتى لو كان وراء ذلك دولة أخرى والذهب وتصديره للإمارات …..الخ وما المانع إذا كانت حقوق الدولة محفوظة وحقوق المستثمرين محفوظة أن أن يستثمر الرئيس الامريكي ترامب بصفته مستثمر هو واسرته.