خلافات المليشيا .. بداية النهاية

خطاب حميدتي محاولة يائسة للتماسك

 

خلافات المليشيا .. بداية النهاية

 

تقرير: مجدي العجب

ألقى قائد مليشيا الدعم السريع، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، خطابًا مهزوزا ومضطربا مساء أمس الأول كعادة الرجل في الإدراك، فقد ثبت من خلال الخطاب ما هو ضده وقدم اقرارا دون أن يشعر بأنه من أطلق الرصاصة الأولى من خلال حديثه الذي حاول فيه الدفاع عن نفسه فقد كان الخطاب حجة عليه برغم محاولة النكران المستمرة ولكنه بين كل جملة وغخرى يقدم اقرارا جديدا ضده. وفي ظل تصاعد الأحداث الميدانية وانهزام مليشيا الدعم السريع والتوترات السياسية داخل جناحه السياسي ولكن غياب عدد من القيادات البارزة عن منصة الحضور أثار تساؤلات واسعة حول تماسك صفوف قواته ومن هنا يتضح عمق الخلافات التي قد بلغت شأوا بعيدا فضلا عن الانشقاقات في الميدان فقد زادت بمتوالية هندسية وتناقلتها الوسائط التي أصبحت تنقل بين كل ساعة وأخرى مجموعة خرجت وأخرى تهدد وثالثة تهرب ورابعة تشتم قيادات المليشيا وحكومة تأسيس المزعومة لذلك تجد أن الخطاب، الذي حمل رسائل متعددة للداخل والخارج، جاء في وقت تتزايد فيه المؤشرات على وجود انقسامات داخلية وخلافات حادة وسط قيادات مليشيا آل دقلو وربما هي نهاية هذا الوباء الذي بسببه تأذت الدولة السودانية والمواطن السوداني، مما يعكس تحديات جدية تواجه مستقبل هذه القوة في ظل استمرار الحرب وتراجع المليشيا العسكري في مناطق سيطرتها.

غياب وهروب

 

غابت بعض القيادات البارزة فيما يعرف بحكومة مليشيا الدعم السريع عن حضور كلمة للمتمرد حميدتي أمام حشد بجنوب دارفور. وأثار غياب الوزراء والأعضاء المزعومين من ما يسمى بالمجلس الرئاسي العديد من التساؤلات والجدل فيما أكدت شخصيات بارزة في صفوف المليشيا أن الخلافات وصلت مرحلة اللاعودة وأن انهيار المليشيا سياسيا وعسكريا بات وشيكا.

انهزام

ويقول الأكاديمي والمحلل السياسي دكتور حسن الطاهر أن خطاب قائد المليشيا محمد حمدان دقلو جاء في وقت أضعفت فيه المليشيا عسكريا وتم حصارها سياسيا خاصة من الخارج. وأضاف في حديث لألوان: الواضح أنه هنالك من أشار إلى محمد حمدان دقلو بأن يخرج ويرسل رسائل عدة خاصة للخارج يريد منها أن يقول كما يردد دوما أننا لم نبدأ الحرب بأسلوب النكران الذي يذهب فيه دوما. وزاد الطاهر في حديثه لنا قائلا: والرسالة الأخرى هي قيادات غابت عن خطابه وواضح أنه أصبح لها موقف من المليشيا بفعل ممارساتها بالاضافة إلى هروب قيادات ميدانية ومجموعات مقاتلة من الميدان بسبب الغنائم بعد أن نهبت المليشيا كل شيئ ولم يصبح هنالك محفز للقتال. وفي ختام حديثه أكد الطاهر: هي بداية النهاية لهذه المليشيا لذلك جاء الخطاب محاولة لبث روح التماسك التي انعدمت تماما.

 

اضطراب وانهزام

 

وقرأ الاستراتيجي والخبير العسكري العقيد (م) محمد فرح خطاب قائد المليشيا محمد حمدان دقلو من وجهة نظر عسكرية قائلا: الاضطراب والانهزامية هذه المرة كانت اوضح من سابقات خطابات دقلو. وقال فرح في حديثه لألوان بعد ان شعر حميدتي بالهزيمة الساحقة خرج كعادته مكابرا ولكن هذه المرة فضحته كلماته الجوفاء. وزاد في قوله لنا: اعترف حميدتي بأن مشروعه على ابتلاع الدولة السودانية فشل وأصبح محاصر داخليا وخارجيا. وعزا غياب بعض القيادات عن الحضور الى الانقسامات التي ضربت صفوف المليشيا، مضيفا أن الكثير منهم وصل الى قناعة فشل المشروع وان حميدتي لم يفعل سوى ان رمى بابناء دارفور الى المحرقة.

 

هرطقات

 

ويضيف الأكاديمي والمحلل السياسي دكتور حسن الشايب: تحدث المتمرد حميدتي بهرطقات عمقت اداناته واثبتت انه مدبر ومخطط لجريمته بكل ابعادها على مستوى الدولة الرسمية والشعبية وهاهو اليوم يتباكى على اللبن المسكوب بيده وبفعله في تدبير انقلاب على السلطة الشرعية القائمة بموجب انحياز الجيش لرغبة الشعب كواحدة من مسؤولياته في الحفاظ على الدولة ومكتسباتها التاريخية
وزاد الشايب في قوله: أما حديث المتمرد حميدتي عن انتصاره المزعوم ما هو إلا واحدة من أشكال الهضربة التي لازمت المتمرد منذ فشله في انقلاب ١٥ أبريل ٢٠٢٣م، ولا تزال فكرة التعالي التي تسكن عقلية حميدتي والتي تتربع عليها القبلية والعنصرية هي التي تتحدث عن المساواة في تقديم الخدمات للمقاتلين الذين يتم تميزهم قبليا في كل شئ من ناحية التسليح واللبس والعلاج وصرف المرتبات وذلك عبر تصريحاتهم المرسلة عبر الاسافير يشكون فيها مر الشكية من التهميش والاحتقار الذي تعانيه هذه القبائل التي دفعت بخيرة شبابها الى ساحات المعارك بلا هدف او مقصود سوى إشباع رغبات حميدتي وعائلته.
وختم حديثه لنا: خطاب حميدتي عبارة عن مناحة تحكي عن هزيمة نكراء وفشل مريع لمشروع السيطرة علي الدولة السودانية لصالح المشروع الصهيواماراتي.