ودارت الأيام

كتب: محرر ألوان
من كان يصدق أن خريجي الطب في جامعة الخرطوم كانوا أربعة فقط، وليس هنالك جامعة غيرها تُخرج أطباء؟
ومن كان يصدق أن عشرات الجامعات نهضت في عهد الثورة التعليمية في الإنقاذ، وأن عشرات الكليات في السودان — شماله وجنوبه، شرقه وغربه ووسطه — قد خرجت آلاف الأطباء الأكفاء الذين يحملون الآن على أكتافهم أعباء الأسر السودانية التي شردتها الحرب وهزمها الأوغاد؟
من كان يصدق أن عشرات الجامعات التي بناها الشعب السوداني بدمه ودموعه — في بورتسودان، والجزيرة، وكوستي، وكسلا، والقضارف، وشندي، والضعين، والفاشر، ونيالا، والعشرات في الخرطوم — غير الجامعات الخاصة كالأحفاد مثلًا، تلك الصروح، قد دمّرها حقدًا هذا الجراد الصحراوي؟
تخيلوا عمق المأساة، والجرح الغائر الذي فصد كل قلوب الأحرار والحرائر في بلادنا.
اللقطة — للتذكر والاعتبار والمقارنة — لخريجي دفعة (61) لكلية الطب بجامعة الخرطوم وهم يؤدون القسم، حيث يظهر في الصورة الرئيس الفريق إبراهيم عبود، ومفتي الديار، ووزير الصحة محمد أحمد علي.
الدفعة تتكوّن من أربعة طلاب فقط، حيث يقف من اليمين الطبيب الشاب الخريج ميرغني سنهوري، ثم الطبيب الشاب الخريج الشيخ محجوب جعفر، ثم الطبيب الشاب الخريج بشير أرباب يؤدون القسم على القرآن، والطبيب الشاب الخريج جوزيف بلدي يؤدي القسم على الإنجيل