د. هاشم حسين بابكر: هل دفعه حب للسودان وشعبه؟

هل دفعه حب للسودان وشعبه؟

د. هاشم حسين بابكر

كلا ثم كلا. المسؤول الأمريكي لا يحب إلا مصلحته ومصلحة بلده وإن كانت نتيجتها خسارة وهلاك الآخرين.
وما نشأة أمريكا إلا على جثث الأبرياء من سكان الأرض الجديدة وقد بلغ تعدادهم عشرين مليونا في ذلك الزمن.
الرئاسة الأمريكية تؤمن بأن الأرض تَمتلك بإحدى وسيلتين إما الاحتلال أو الشراء.
واليوم مسحت وسيلة الشراء وأبدلتها بشراء من نوع آخر أقل كلفة بكثير.
انه شراء ضعاف النفوس بحفنة دولارات وجواز سفر مقابل وطن.
سلمان الفارسي من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، لم يتقدم بطلب جواز سفر أو جنسية عربية بل ظل فارسيا حتى آخر عمره.
ولكنه نال أعظم من ذلك بكثير فقد توجه رسول الله صلى الله عليه وسلم بما هو أعظم فقال سلمان منا آل البيت.
وياله من نسب وما أعظمه. وهذا جواز سفر إلى جنات الخلد، وليس بجواز سفر أمريكي أو بريطاني أو فرنسي. فهذا جواز سفر يقودهم مع من أحبوا إلى جهنم.
المرء يحشر مع من أحب يوم القيامة.
رأيناهم يتسابقون في الركوب على الطائرة التي أرسلتها أوروبا لنقل رعاياها فكانوا في مقدمة الراكبين.
ومادروا أنهم سيحشرون معهم في يوم يفر المرء من أمه وأبيه وصاحبته وبنيه.
وحينها سيندمون حيث لن ينفع الندم وسيدركون أن ما حملوا من جوازات الكفر ما هي إلا تأشيرة سفر أبدي إلى جهنم وبئس المصير.
ولينتظروا من منحهم جواز السفر ليدافع عنهَم آنذاك.
سلمان الفارسي لم يطلب جنسية عربية ولم يطلب الانتساب الى قبيلة عربية ولكنه قدم ما هو أعظم.
نقل للإسلام تكتيكا عسكريا فارسيا لم تكن للمسلمين دراية به وهو حفر الخندق وهو تكتيك عسكري فارسي استخدمه المسلمون لأول مرة وكان النصر بما اقترح.
لم أر أو أسمع من أي من أولئك الذين حملوا الجوازات الأمريكية والبريطانية وغيرها أن أيا منهم نقل مشروعا مفيدا لبلدهم ووطنهم السودان.
بل ان بعضهم يحرض على احتلال السودان ويدعم التدمير والنهب والاغتصاب والقتل على الهوية.
وفوق ذلك يحثون أعداء السودان ممن حملوا جوازات سفرهم لاحتلال السودان ليصبحوا هم حكامه وبأسم من منحهم جواز سفره.
وما دروا أنه جواز سفر إلى جهنم وبئس المصير.