رحل بالقاهرة ودفن ببورتسودان .. محمد طاهر إيلا .. مشاريع تنموية وشعبية جارفة

رحل بالقاهرة ودفن اليوم في بورتسودان
محمد طاهر إيلا .. مشاريع تنموية وشعبية جارفة
بورتسودان: ألوان
غيب الموت صباح أمس بجمهورية مصر العربية الدكتور محمد طاهر إيلا والي ولاية البحر الأحمر الأسبق ووالي الجزيرة الأسبق ووزير الطرق والجسور الأسبق ورئيس مجلس الوزراء الأسبق وذلك بعد معاناة طويلة مع المرض. ويعتبر إيلا قيادي من الطراز الفريد؛ ورمز من الرموز الوطنية؛ سطر إسمه بأحرف من نور في تاريخ الدولة السودانية، أفنى حياته في خدمة المجتمع عامة، وخدمة شرق السودان بصورة خاصة، إشتهر محمد طاهر إيلا بحكنته ومدرسته الإدارية المتفردة، ومواقفه التاريخية المشرفة. وعرف الفقيد بدماثة الخلق وطيب المعشر، والسيرة العطرة التي سارت بها الركبان وستظل نبراسا يحتذى به. ظل المرحوم محمد طاهر إيلا يسخر جهوده في خدمة المجتمع، ويعمل بصدق لترسيخ قيم التعايش ووحدة الصّف بشرق السودان.
ووصل جثمان الفقيد مطار بورتسودان اليوم الثلاثاء عند الساعة السابعة صباحا، وأقيمت صلاة الجنازة الساعة الثامنة والنصف بأستاد بورتسودان؛ وورى جثمانه الطاهر الثرى بمقابر السكة حديد بعد صلاة الجنازة مباشرة.
وقدم السيد رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول الركن عبد الفتاح البرهان، مساء أمس، واجب العزاء في الفقيد الدكتور محمد طاهر إيلا، رئيس وزراء السودان الأسبق. وقال رئيس المجلس: (فقدت البلاد اليوم رجلاً وطنياً مخلصاً، ورمزًا من رموز العمل الوطني والسياسي والمجتمعي في البلاد، نفخر به بأنه رجل وطني سوداني وقدم الكثير لوطنه وأهله بشرق السودان).
وأضاف سيادته: نتقدم بخالص التعازي والمواساة للشعب السوداني، والقيادات ورموز المجتمع بشرق السودان ولأهله، سائلاً المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته وأن يلهم أهله وذويه الصبر وحسن العزاء.
وكان مجلس السيادة الانتقالي، قد نعى ببالغ الحزن والأسى، الدكتور محمد طاهر إيلا. وقال المجلس أنه أحد أبرز القيادات الوطنية والسياسية بشرق السودان، وترك بصمات واضحة في مسيرة التنمية والعمل العام، ويُعد الراحل من الشخصيات السودانية البارزة، حيث تولى عدة مناصب خلال مسيرته السياسية.
وتقدم مجلس السيادة بأحر التعازي للشعب السوداني، وقيادات شرق السودان وكل المكونات بالشرق في هذا الفقد الجلل، الذي برحيله فقد السودان رجلا وطنياً ومخلصا أسهم فى تنمية السودان.
وأحتسب الأمين العام للحركة الإسلامية السودانية علي أحمد كرتي عند الله تعالى، الدكتور محمد طاهر إيلا، وقال إن الفقيد كان من القادة الذين جمعوا بين صفاء الانتماء الإسلامي وصدق الولاء الوطني، حيث أسهم بفاعلية في ميادين العمل الإسلامي العام، وحرص على ترسيخ قيم الدين في الإدارة والتنمية وخدمة المجتمع، وكان حاضراً في مشروعات الدعوة والرعاية الاجتماعية، مسانداً للفقراء والمساكين، وداعماً لمبادرات الإصلاح والبذل والعطاء. وفي مضمار العمل التنفيذي، قدّم نموذجاً يُحتذى به في القيادة الرشيدة، إذ قاد نهضة تنموية شاملة في ولاية البحر الأحمر وولاية الجزيرة أسهمت في تطوير البنية التحتية، وإنعاش الاقتصاد المحلي، وتحقيق الاستقرار الاجتماعي. كما تولى رئاسة الوزراء في فترة حساسة من تاريخ السودان، حيث أدار المسؤولية بحكمة واتزان، وظل وفياً لمبادئه وقيمه.
من جانبه نعى والي ولاية البحر الأحمر الفريق الركن مصطفى محمد نور محمود وأعضاء حكومته ومواطني الولاية محمد طاهر إيلا. كما نعاه الأستاذ الطاهر إبراهيم الخير والي ولاية الجزيرة وأعضاء حكومة الولاية ولجنة الأمن. وقالوا ان الفقيد كان من القيادات المتميزة في الإدارة ووضع بصمات واضحة وستظل خالدة في كل المواقع التي عمل بها حيث كان رمزاً للنهضة والتطور وتلبية احتياجات المواطنين خاصة في ولايات البحر الأحمر والجزيرة وهيئة الموانئ البحرية.
ومحمد طاهر إيلا هو سياسي سوداني بارز، عُرف بخبرته الطويلة في إدارة شؤون الولايات والمناصب الحكومية واشتهر بشعبية جارفة نسبة للنجاحات الكبيرة التي حققها في المشاريع التنموية. وهو من مواليد مدينة بورتسودان، ولاية البحر الأحمر في العام 1951. وتلقى تعليمه الجامعي في جامعة الخرطوم، وتخصص في الاقتصاد.
تقلد إيلا منصب والي ولاية البحر الأحمر لفترة طويلة، ويُنسب إليه تحسين البنية التحتية في مدينة بورتسودان، وتنشيط السياحة الداخلية، والاهتمام بالجانب الجمالي للمدينة. ثم عُيِّن والياً على ولاية الجزيرة في عام 2015، وكان من أكثر الولاة نشاطاً، وركز على تنمية المشاريع الزراعية والبنى التحتية.
وفي فبراير 2019، عيّنه الرئيس السابق عمر البشير رئيساً للوزراء في محاولة لامتصاص غضب الشارع خلال الاحتجاجات الواسعة التي اندلعت آنذاك. واستمر في منصبه حتى سقوط نظام البشير في أبريل 2019.
ويُعرف إيلا بأسلوبه الإداري العملي والتركيز على المشاريع التنموية والخدمية. ولقيت بعض مشاريعه صدىً جيدًا في الأوساط الشعبية، خاصة في بورتسودان. وبعد الإطاحة بالبشير، تم إعفاؤه من منصبه، ولم يظهر كثيراً في الحياة السياسية لاحقاً.