د. نجلاء حسين المكابرابي تكتب: استثمروا في الجمال

مسارات

د. نجلاء حسين المكابرابي

استثمروا في الجمال

دائما ما أبحث عن أرواح المدن في الترحال والتجوال في بلاد بعيدة بدون متاع وأشتم رائحة التعتق بالتاريخ والأصالة في شوارع متسعة ومباني شاهقة أو منبسطة على أرض الله الطاهرة.
وأقرأ هوية البلدان من خلال اعلاناتها في مطاراتها أو مواقف مركباتها وشوارعها وبحثت ذلك في بورتسودان العاصمة الادارية للسودان وجدت بعض من هوية ليست راسخة كما ينبغي وبالأخص في مطارها الدولي توقعت أن تزدحم بلوحات الشرق الجميل من بحر ومراكب وأدروب بالخلال وجمال الطبيعة الخلابة، وتاجوج بزمامها وشعرها المرصع بالودع ونظرة الفخر لأنها حفيدة عثمان دقنة وسليلة المجد والفخار.
توقعت أن تضج بالسياح وهم يلتقطون الصور ويندهشون من المارة بزيهم الشعبي الجميل ويتصورون معهم ويكتبون في مذكراتهم بورتسودان عروس البحر ياحورية ويرسمون لوحة تفوح منها رائحة التبغ والقهوة.
وهنا تستوقفني حالة من حالات التفكير الملح حول جعل هذا الشرق مشروع للسياحة السودانية الجاذبة للاستثمار في الجمال بعد الحرب عبر فتح الفرص الاستثمارية للداخل والخارج ووضع رؤية استراتيجية تجعله أكبر الوجهات السياحية في العالم ولا يتأتى ذلك إلا من خلال: أولا: إيمان انسان الشرق بأن بلاده جوهرة السياحة العالمية.
ثانيا: تغيير السياسات الاستثمارية لتؤكد على أن السياحة هي أهم الموارد الاقتصادية والاجتماعية.
ثالثا: وضع رؤية استشرافية ناهضة وداعمة للنهضة السياحية.
رابعًا: التفكير حول كيف يكون السودان جاذبا سياحيا وأستثماريا.
خامسا: اطلاق مشروع السياحة العلاجية لا سيما وأن العالم يهتم بتلك السياحة.
سادسا: تقوية الاعلام السياحي والاستثماري والحضاري. ولعلها نقاط تفتح آفاق التفكير ليكون السودان بوابة السياحة العالمية.