واشنطن .. تحركات جديدة لوقف الحرب في السودان

واشنطن .. تحركات جديدة لوقف الحرب في السودان
أمدرمان: الهضيبي يس
تسعى الإدارة الأمريكية لفرض واقع جديد على السودان والسودانيين من خلال القبول بخريطة طريق لإنهاء الحرب توافقت عليها هي ومصر، السعودية، الإمارات، بريطانيا. ووفقا لمكتب المبعوث الأمريكي للشؤون الأفريقية مسعد بولس فإنه قد وصل إلى العاصمة البلجيكية بروكسل في إطار جولة أوربية للتشاور مع عدد من قادة الاتحاد الأوربي حول كيفية إنفاذ خارطة السلام بالسودان وتوصل لاتفاق بين الجيش، والدعم السريع بهدف توصيل المساعدات الإنسانية ووقف إطلاق النار، حيث ستكون وجهة المبعوث الثانية العاصمة الألمانية برلين اليوم الأحد.
وكانت دول مجموعة الرباعية قد توافقت خلال شهر سبتمبر الماضي عقب مباحثات أرجئت لعدة مرات على خريطة طريق لإنهاء أزمة الحرب في السودان وفقا لهدنة إنسانية بين الجيش، ومليشيا الدعم السريع يتم خلالها توصيل المساعدات الإنسانية في مناطق النزاع المسلح بإقليم دافور، جنوب وشمال كردفان، وهي المناطق الواقعة تحت سيطرة الدعم السريع وتشهد أوضاعا إنسانية غاية في القسوة جراء ماتقوم به هذه القوات من انتهاكات إنسانية.
بينما يتمثل الموقف الرسمي للدولة للدخول في أن أي عملية سلام لابد أن يسبقها تصنيف قوات الدعم السريع كجماعة ارهابية قامت بانتهاك حقوق المواطنين السودانيين العزل، كذلك لابد من وضع السلاح وتجميع القوات في معسكرات وأماكن معروفة وفقا لما نص عليه اتفاق جدة لشهر مايو من العام 2023م. أيضا استبعاد بعض الأطراف الإقليمية والدولية من أي عملية تفاوضية مقبلة نتيجة لموقف تلك الأطراف من حرب السودان وتوفير الدعم لمليشيا الدعم السريع على حساب الجيش.
فيما تداولت وسائل إعلام محلية قبل نحو أسابيع مضت عن لقاء جمع رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، والمبعوث الأمريكي مسعد بولس بالعاصمة السويسرية جنيف بدعوة من الإدارة الأمريكية، حيث تطرق اللقاء لقضية البحر الأحمر، والدور السوداني بشأن مكافحة الهجرة الشرعية، والاضطرابات التي تشهدها دول الجوار ومدى تأثير السودان في لعب دور باحتواءها.
ويصف مراقبون لتطورات المشهد السوداني، أن الإدارة الأمريكية باتت أكثر حماسا لإنهاء الحرب في السودان وفقا لرؤيتها بعد إنهاء أزمة الحرب في غزة عن طريق مفاوضات شرم الشيخ لذا ستجدها ستدفع في طريق حل خارطة طريق مجموعة دول الرباعية دون مراعاة لموقف وجة النظر السودانية وشمول مجمل التعقيدات داخليا.
ويؤكد الباحث في الشؤون الدولية عباس محمد صالح أن التحركات الأمريكية تجاه قضية السودان من المتوقع أن تشهد كثافة خلال الأيام القادمة نتيجة لبرنامج الرئيس دونالد ترامب باحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط بدخول العام ٢٠٢٦م. ويضيف صالح: وهو ما يجعل حرب السودان ضمن أحد أولويات الإدارة الأمريكية لحل الأزمة دون فقدان علاقتها مع بعض الأطراف الإقليمية والدولية التي تدرك وتعلم مدى تورطها في إشعال الحرب وبل تمدد وتوسع رقعتها خلال الثلاث سنوات الماضية مما تسبب في أكبر أزمة إنسانية بالبلاد. وزاد: وعليه فإن الأمر يتطلب كذلك قدرا كبيرا من التخطيط الدبلوماسي، والتكاتف الشعبي الداخلي، والتحرك الدبلوماسي، سيما وأن للسودان حلفاء في المنطقة مثل مصر، تركيا، روسيا وهي دول بإمكانها الاستماع لوجة نظر السودان بشكل جيد واستيعاب رغبة السلام ولكن ليس على شاكلة إعادة عقارب الساعة للوراء.