(عكير) .. (والفي طيب بنشمه)

كتب: محرر ألوان
عكير الدامر من الشخصيات التي يُستدل بها على أن هذا الشعب شعبٌ وحدوي، متداخل الأصول والأعراق والثقافات في يُسرٍ ومحبّة.
(عكير) ذلك الشاعر الضخم الذي ملأ البادية والبنادر بشعره الرصين المستفيض في شتى المجالات؛ الشعر الذي منح العامية السودانية رونقها وأمجادها، حتى سارت بين الناس في توأمةٍ ودودٍ مع العربية الفصحى.
كتب في كل مناحي الشعر وضروبه: الحكمة، والشجاعة، والغزل الرفيع، والمراسي، والمديح.
علي إبراهيم (أوكير) — وهي بلغة البجا تعني الخير — والرجل من أبٍ هدندوي وأمٍ جعليّة، وقد اتخذت الأسرة مدينة الدامر مسكنًا.
وهو يتحدث بلغة الهدندوية بالكثير من الإتقان والتجويد، كما أنه عالمٌ بأدبٍ وفقه اللغة العربية، مثلما أنه يتحدث الإنجليزية بطلاقة.
وهو خريج كلية غردون، وقد عمل مترجمًا بحكومة السودان، وآخر وظيفة شغلها كانت باشكاتب بالقيادة الشمالية بشندي.
له عدة أبناء وبنات يحملون اسمه واهتماماته ومواهبه المتعددة وإبداعه.
ولد عام 1906 وتوفي عام 1990م.
له ديوان شعر لا يمثل أغلب شعره، والقراء من أحباب الشاعر ينتظرون مجموعته الكاملة على أحرّ من الجمر.
ومن أشعار عكير التي سارت بين الناس مسرى الليل والنهار قصيدته في مدح الإمام عبدالرحمن المهدي — طيب الله ثراه:
تسلم يا الزعيم التلفي ساعة العِتْرَة
يا جبل الضري والري نهار الخِتْرَة
عندك طبعة وكتين تدي إيدك تِتْرَة
زي ورق الأراك الشام ريحة النِّتْرَة
وقال في “زم الدنيا”:
إتغشينا بي حبك لبسنا عباية
يا موية الرهاب الما ملت كباية
عجيب يا دنيا أمرك إلا نحنا غباية
عاشقين الجمال في لمعة الحرباية
هذه الصورة النادرة غير المتداولة نهديها للذين يعرفون أشعار الرجل ولا يعرفون إطلالته وطلعته الباهية.
رحم الله عكير، فقد كان مؤسسةً إعلاميةً تسير على الأرض إبداعًا لوجه الله والحرية.