عصام جعفر يكتب: الندرة والوفرة وحرب المياه

مسمار جحا

عصام جعفر

الندرة والوفرة وحرب المياه

مصر تواجه تحديات جسيمة في ملف المياه تمس حياة أكثر من مائة مليون مواطن مصري يعتمدون بنسبة تفوق 98% على نهر النيل.
الحديث أعلاه هو ما ذهب إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في الجلسة الإفتتاحية لأسبوع القاهرة الثامن للمياه وقال الرئيس المصري أن مصر تصنف ضمن الدول الأكثر ندرة في المياه إذ لا يتجاوز معدل الأمطار 1.3 مليار متر مكعب وويبلغ نصيب الفرد نحو 500 متر مكعب سنويا.
مصر في نصف خط الفقر المائي وتسعى جاهدة للشروع في عدة مشاريع لتوفير المياه وتولي هذا الملف إهتماما كبيرا يتقدم على سائر الملفات والإهتمامات الأخرى.
وقضية سد النهضة تقع ضمن هذا الملف المهم والخطير ويأخذ بإهتمام مصر الرسمية والشعبية وقد وصل الأمر في هذا الملف للدرجة القصوى.
في الوقت الذي تواجه فيه مصر الندرة المائية وتسعى لعلاجها ومارست تصعيدا بشأن سد النهضة نجد أن السودان يمارس تراخيا وإهمالا لملف المياه ربما بسبب الوفرة في المياه التي لها تداعيتها الخطرة أيضا إذا لم تتم معالجتها فنيا وبإتفاق دولي وليس بعيدا عن سد النهضة وأثره على السودان الذي بات واضحا في غرق كثير من الأراضي السودانية والمزارع والمدن الواقعة على النيل.
مصر تواجه ندرة في المياه والسودان يواجه وفرة وكلا المشكلتين في حاجة لعلاج جذري ناجح وكلا المشكلتين يعتبر سد النهضة هو القاسم المشترك في المشكلتين لكن أثيوبيا تتجاهل دولتي المصب تماما والسودان يتعامل مع ملف المياه بفتور وعدم إهتمام ولا مبالاة في إنتظار أن يغرق السودان كل عام ويبدو التنسيق غائبا بين الجانبين السوداني والمصري وحق لأثيوبيا حينها أن تفعل ما تريد.