القصف والحصار والجوع يهددون حياة النازحين في الفاشر

رصد: ألوان
شهدت مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور خلال الأيام الثلاثة الماضية أعنف موجة قصف مدفعي وجوي من قبل قوات الدعم السريع، ما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات، وسط استمرار النقص الحاد في الغذاء والدواء والمياه الصالحة للشرب.
وتفرض قوات الدعم السريع حصارًا خانقًا على مدينة الفاشر منذ أبريل من العام الماضي، في محاولة لإسقاطها والسيطرة عليها كآخر معقل عسكري في دارفور، بعد أن سيطرت على الفرق والحاميات العسكرية في الإقليم.
وأفادت مصادر طبية بمقتل أكثر من 50 شخصًا وإصابة أكثر من 40 آخرين، جراء قصف جوي بطائرة مسيّرة استهدف مركز إيواء دار الأرقم بحي الدرجة الأولى غرب المدينة مساء السبت.
وقال شاهد عيان لـ”دارفور24″ إن موجات النزوح من أحياء المدينة نحو حي الدرجة الأولى أدت إلى تكدّس النازحين في الساحات ومراكز الإيواء.
وأوضح أن المواد الغذائية في المدينة نفدت تمامًا، وارتفع سعر جوال الأمباز من مليون جنيه سوداني إلى مليوني جنيه وسط ندرة حادة في السلع.
وأشار إلى أن البضائع القليلة التي يحاول بعض الشباب إدخالها سرًا لم تصل بعد، بعد أن أحكمت قوات الدعم السريع الحصار وضيّقت الخناق على المدينة في دائرة لا تتجاوز قطرها كيلومترين.
من جانبها، قالت إسراء عيسى، وهي كادر طبي مقيمة في المدينة، لـ”دارفور24″ إن جميع أنواع الأدوية المنقذة للحياة انعدمت، وأصبح نقل الجرحى يتم عبر الدرداقات بدلًا من السيارات، في ظل خطورة الأوضاع بالمستشفى السعودي الذي يتعرض لقصف متواصل.
وأضافت: “جروح عشرات المصابين تعفّنت بسبب نقص الشاش والمواد المطهّرة، وصعوبة الحركة داخل الأحياء خشية التعرض للقصف المدفعي أو الجوي”.
وأشارت إلى أن معظم النساء والأطفال يعانون من سوء تغذية حاد بسبب انعدام الغذاء، واضطر العديد منهم إلى شرب الخضرة والبامية للبقاء على قيد الحياة.
في المقابل، قال مصدر عسكري رفيع بالجيش السوداني لـ”دارفور24″ إن الإمدادات الجوية الأخيرة ساهمت في استعادة مقار استراتيجية للجيش داخل المدينة.
وذكر أن الإمدادات شملت دعمًا لوجستيًا من أسلحة وذخائر ومواد طبية وبعض الأغذية الخفيفة للجنود، ما مكّن الجيش من استعادة مواقع مهمة بينها سلاح المهندسين والسلاح الطبي وأشلاق الجيش جنوب المدينة، ودفع قوات الدعم السريع إلى التراجع نحو تخوم سوق المواشي.
وأفاد أن الجيش وحلفاءه من القوات المشتركة ما زالوا يتمركزون في حي أبشوك الحلة شمال المدينة، بينما تتواجد قوات الدعم السريع في مربعات مخيم أبشوك للنازحين.
كما أحكم الجيش سيطرته شرقًا على حي القُبّة، ويتمركز في سوق الفاشر الكبير، محافظًا على بقية مقاره غربًا، بما في ذلك مطار الفاشر الدولي وقيادة المدفعية واللواء 154.
يُذكر أن الجيش السوداني تمكن في سبتمبر الماضي من الوصول جوًا إلى ولاية شمال دارفور بعد نحو خمسة أشهر من الغياب، عقب نصب قوات الدعم السريع مضادات جوية حديثة أسقطت طائرة حربية تابعة له في أبريل الماضي.