توتر أمني في جنوب أم درمان

رصد: ألوان
في الساعات الأولى من صباح اليوم الإثنين، شهدت مناطق جنوب مدينة أم درمان حالة من القلق والارتباك بين السكان، عقب تداول واسع لشائعات تفيد باحتمال وقوع هجمات من قبل مجموعات مسلحة على المنطقة. هذه الأنباء دفعت إدارات بعض المدارس إلى اتخاذ إجراءات احترازية تمثلت في إخلاء التلاميذ من الفصول، وسط انتشار مكثف للقوات النظامية في الشوارع، وسماع أصوات إطلاق نار متقطع في عدد من الأحياء. المشهد الميداني عكس حالة من الترقب والقلق، في وقت تتزايد فيه المخاوف من تفلتات أمنية محتملة، خاصة بعد سلسلة من الأحداث التي شهدتها مناطق جنوب غرب أم درمان خلال الأيام الماضية.
تصعيد الجموعية
التوتر الأمني في جنوب أم درمان جاء بعد يومين من حادثة أثارت استياء واسعًا في منطقة الجموعية، حيث أصدرت القبيلة بيانًا رسميًا عبر ناطقها سيف الدين أحمد الشريف، كشف فيه عن دخول قوة مسلحة إلى قرية إيد الحد، إحدى القرى التابعة للجموعية، دون أي صفة قانونية. وبحسب البيان، قامت القوة بتفتيش المنازل واحتجاز المواطن عبدالرسول رحمة الله عبدالرسول واقتياده إلى جهة مجهولة، ما اعتُبر انتهاكًا صارخًا للأعراف والقوانين. وأشار الشريف إلى أن هذه الحادثة تعكس وجود تحركات غير مبررة تهدف إلى زعزعة الاستقرار، مؤكدًا أن أبناء القبيلة تمكنوا من تحديد مكان المواطن المختطف وتحريره، واصفًا ما جرى بأنه تصرف غير مسؤول ويخالف القواعد القانونية والأخلاقية.
موقف القبيلة
في أعقاب الحادثة، أعلنت قبيلة الجموعية موقفًا واضحًا من خلال بيانها، مؤكدة أنها لن تسمح بعد الآن لأي جهة غير رسمية بدخول أراضيها دون تنسيق مسبق. البيان حمل لهجة حازمة، مشددًا على أن من يتجاهل هذا التحذير يتحمل تبعات قراره، في إشارة إلى استعداد القبيلة لحماية مواطنيها ومنسوبيها بكل الوسائل الممكنة. كما أكد البيان أن الجموعية قادرة على التصدي لأي محاولات عدوانية، وأنها لن تتهاون في الدفاع عن أمنها المجتمعي، في ظل ما وصفه بـ”التحركات المشبوهة” التي تستهدف استقرار المنطقة.
نفي رسمي
في المقابل، نقلت صحيفة “السوداني” عن مسؤول رفيع في ولاية الخرطوم نفيه وجود أي تهديد مباشر من قبل قوات الدعم السريع على مناطق غرب أم درمان. المسؤول أكد أن الأوضاع تحت السيطرة، مشيرًا إلى أن لجنة ضبط الأمن وفرض هيبة الدولة، المنبثقة عن اللجنة العليا لتهيئة البيئة لعودة المواطنين إلى الخرطوم، نفذت عملية أمنية في مناطق الصالحة وجنوب العاصمة، بناءً على معلومات استخبارية حول تهديدات محتملة. وأوضح أن هذه العمليات تُنفذ بشكل دوري، وتستهدف مكافحة الجريمة المنظمة، والسكن العشوائي، والوجود الأجنبي غير القانوني، إلى جانب استعادة الممتلكات المنهوبة واعتقال العناصر المتورطة في أعمال غير قانونية، بما في ذلك منتحلو صفات القوات النظامية.
إجراءات احترازية
وفي سياق متصل، أكد المسؤول أن قرار إخلاء بعض المدارس في جنوب أم درمان جاء كإجراء احترازي لضمان سلامة التلاميذ، خاصة في ظل احتمال وقوع تبادل لإطلاق النار أو محاولة بعض العناصر الإجرامية الاحتماء بالمؤسسات التعليمية. وأضاف أن الأجهزة الأمنية تعمل بفعالية عالية، وتستجيب لمطالب المواطنين في تعزيز الأمن ومكافحة السرقات وضبط المتفلتين. وشدد على أن الوضع لا يستدعي القلق، بل يدعو إلى الاطمئنان، في ظل الجهود المستمرة التي تبذلها الجهات المختصة لضمان استقرار العاصمة ومحيطها، وتوفير بيئة آمنة لعودة الحياة الطبيعية تدريجيًا.