
عصام جعفر يكتب: عندما تصبح الفضيحة ترند
مسمار جحا
عصام جعفر
عندما تصبح الفضيحة ترند
لو رأيت الفضيحة بأم عيني لسترتها بردائي.
هكذا قال وتكلم سيدنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه والذي قال أيضا: إن مذيع الفاحشة كفاعلها.
سيدنا علي لم يدرك زماننا هذا وما كان يعلم أنه سيظلنا زمان يعمل فيها الناس على إشاعة الفاحشة وترويجها عبر وسائط ومواقع التواصل وإنها عمل للبعض وشغلهم الشاغل ونشاطهم الرسمي.
لقد أظلنا زمان ولع بالمنكر وأهله لا يعلمون أن ستر الناس عبادة لا يفقهها إلا العاقلون وإن التشنيع بالناس وفضحهم كبيرة لا يرتكبها إلا الجاهلون.
قال تعالى: (إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة).
وقال صلى الله عليه وسلم: من ستر مسلما ستره الله يوم القيامة).
الفضيحة الآن لا تضل طريقها أبدا إلى آذان وعيون الناس ولها نفر ومؤسسات وأشخاص يقومون على ترويجها ونشرها.
لا أحد يجعل خبر الفضيحة يقف عنده ولا أحد يسعى لينال أجر الستر ولكنه يسعى للحاق بالترند.
وسائل التواصل الإجتماعي أصبحت أكبر منتج وناشر ومروج للفضيحة وإشاعتها بين الناس وأصبح الناس يتبارون في صناعة الفضائح ونشرها.
لا أحد الآن يستخدم وسائل التواصل الإجتماعي الحديثة بحقها إلا من رحم ربي وأصبح البعض يستخدمها لنشر الخنا والفجور.
نشر الفضائح عبر الوسائط أصبح عملا ممنهجا يقوم به خبراء وفنيون ويشرف عليه قادة ورجال مال على المستوى العالمي ليحققوا خطط خبيثة وهدم كل قيم الحق والخير في العالم ليصفوه من جديد على مزاجهم الفاسد ورؤاهم الشريرة.
يا عزيزي إذا وصلتك فضيحة لأحد فأجعلها تقف عندك ولا تتعداك فإن وقفت عندك أخذت أجر الستر ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة وإن شاركت فيها فإنت حينئذ مثلهم.