
د. عمر كابو يكتب: تركيا .. مواقف بطولية وإخاء صادق
ويبقى الود
د. عمر كابو
تركيا .. مواقف بطولية وإخاء صادق
** أعلن سفير تركيا لدى الخرطوم سعادة السفير فاتح يلدز عودة رجال الأعمال الأتراك للعاصمة الخرطوم لإبتدار الإنتاج بعد إعادة تأهيل المصانع التركية سدًا لحاجة الأسواق المحلية..
** خطوة تؤكد الوقفة التضامنية الصلبة لتركيا حكومة وشعبًا مع الشعب السوداني في محنته الأخيرة بعد حرب شرسة شنتها دويلة الإمارات ضد السودان مستخدمة مليشيا الجنجويد ومرتزقة أجانب لغزو السودان نهبًا لخيراته والسيطرة على مصادر ثرواته.
** من باب الإنصاف القول بأن كل الظروف المحيطة بالخرطوم تجعل منها الآن بيئة غير جاذبة للاستثمارات الأجنبية.
** فقد تحتاج العاصمة لشهرين أو ثلاثة الأشهر لمراجعة البنية الأساسية وترتيب جانب الخدمات الضرورية حتى تكون مؤهلة لمثل هذه الأعمال.
** فإن إقدام هؤلاء المستثمرين الأتراك مؤشر مهم لاستصحابهم للبعد الإنساني أكثر من كونهم يبحثون عن الربح من تلك الخطوة.
** وإلا لما بادروا برهن ملايين الدولارات في بلد ما يزال يعاني من ويلات الحرب التي دمرت كل بنيته التحتية والخدمية ولم يعد بالإمكان التفكير في بدء مشاريع تنموية أو استثمارية جديدة دون فرض سلطان الأمن والاستقرار.
** صحيح تعيش العاصمة أوضاعًا أمنية ممتازة بعد إجبار قواتنا المسلحة وتطهير الخرطوم من ارتكازاتهم وهواناتهم وقناصتهم واستتباب الأمن والطمأنينة وعودة الاستقرار والهدوء إلي كل مناطق الخرطوم.
** لكن تبدو المفارقة كبيرة بين رجال الأعمال السودانيين الذين هربوا بأموالهم خارج البلاد دون إكتراث لنداء الواجب والوطنية الحقة التي تدعو كل صاحب مال للمساهمة في إعادة تأهيل وبناء وتشييد ما دمرته الحرب فإن ذلك واجب الساعة وفريضة الوقت.
** مثلما سارع رجال الأعمال الأتراك متوكلين على الله الرزاق ذي القوة المتين.
** خطوة يجب أن تقابلها ولاية الخرطوم بالتقدير والوفاء اللازمين وتقديم كل التسهيلات والضمانات المطلوبة تذليلًا للصعاب وتسهيلًا للإجراءات تشجيعًا وتحفيزًا لهم لمواصلة المشوار.
** ذاك قليل من كثير ظلت تقدمه تركيا للسودان دون من ولا رياء من غير مقابل مجز عوضًا عن ذلك في وقت تتشدق دويلة الإمارات وتكذب علنًا بأنها كانت قد قامت بإرسال مواد إغاثية للشعب السوداني.
** لا يعرف الشعب السوداني لها موقفًا واحدًا جميلًا لها مذ بدء الحرب وحتى الآن ،،إنما يحفظ لها مدى الدهر أنها من هجرت ثلثه وقتلت وسحلت وأبادت واغتصبت وأسرت وسبت آلاف من أبرياء السودان وحرائره.
** فكان نتيجة ذلك كراهية شديدة وسخطًا عارمًا وغضبًا مفرطًا ضدها وضد أميرها السفاح السفاك القاتل الطاغية الشرير الذي ألحق الشر والأذى واستحل دماء أهل السودان الطاهرة المباركة الزكية.
** ذاكرة أهل السودان لا تستطيع نسيان أربعة دول ساهمت ودعمت وآزرت الشعب السوداني وهي مصر وقطر وتركيا وأريتريا وبعض المواقف المشرفة لروسيا والجزائر.
** من الجهل المركب والغباء المحكم المحيط بشيطان العرب أنه لا يدرك أن الشعب السوداني سيرد له الصاع صاعين في أقرب ثورة شعبية واسعة ستجتاح بلاده.
** فكل المؤشرات تدل على حراك ثوري قادم بقوة من دول كثيرة تأذت من هذه الدويلة الصغيرة ربيبة الصهيونية التي صنعتها خنجرًا مسمومًا في خاصرة الشعب العربي.
** ودونكم ما فعلته في تونس والجزائر وليبيا واليمن وسوريا ولبنان والعراق وفلسطين والسودان كل هذه الدول لم تجن منها سوى ثورات الزيف والخداع والتقسيم والتشرذم ودمار البنية التحتية والخدمية.
** ولذلك فلا يستغربن الشعب الإماراتي ما سيلحق به من أذى جراء حاكمه المستبد الذي أسرف في قتل الأبرياء من أبناء الأمة العربية.
** الإطاحة بهذا الأرعن من السلطة على يد ذوي القربى باتت أقرب إليه من حبل الوريد فلا يأمن مكر الله إلا القوم الكافرين.
** يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين.