حكومة الأمل .. جرد حساب

حكومة الأمل .. جرد حساب

أمدرمان: الهضيبي يس

تزداد مستويات الهجوم السياسي بشكل يومي على حكومة الأمل برئاسة رئيس الوزراء د. كامل إدريس، وهي تقترب من انقضاء المائة يوم على تشكيلها. وطالب البعض بجرد الحساب للوقوف على أداء الوزراء كل في في موقعه لمعرفة ما تم إنجازه في الفترة الماضية. ووفقا لتقديرات الخبراء فإن هناك العديد من المطلوبات واجبة النفاذ ماتزال تنتظر التحرك الجاد من الحكومة. بينما يقول آخرون أن الحكومة استطاعت خلال فترة وجيزة إنجاز العديد من الملفات، أبرزها احراز تقدم كبير على مستوى الاستقرار الأمني وهو ما ذكر عبر آخر تقرير جنائي لوزارة الداخلية بانخفاض مستويات الجريمة بالبلاد، كذلك ارتفاع مستويات عائدات التعدين من معدن الذهب وفقا لتقرير صادر عن الشركة السودانية للموارد المعدنية فقد ارتفع حجم صادر الذهب لنحو 70٪ من إجمالي الإنتاج القومي والذي يتوقع أن يساهم في استقرار الاقتصاد السوداني.

 

خارجيا سعت حكومة الأمل لتوطيد علاقات السودان مع دول منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا مثل ارتريا، مصر، السعودية من خلال زيارات قام بها رئيس الوزراء بهدف عرض مشاريع إعادة الإعمار والتنمية أثر الدمار الذي طال ولايات السودان المختلفة على يد الدعم السريع، فضلا عن التطرق لابعاد ومآلات وتطورات تلك الحرب على دول الجوار أنفسهم.
سياسيا من الملاحظ عدم تخلي حكومة الأمل عن السلام برغم ما ظلت تتعرض له من استهداف على يد منسوبي ومناصري الدعم السريع، ولكن هي أيضا تتمسك باشتراطات وحقوق السودانيين بتصنيف تلك القوة المسلحة كجماعة إرهابية بعد ما قامت به من انتهاكات بحق الشعب السوداني وتدمير للبنية التحتية مما ترتب عليه فقدان أبسط مقومات الحياة وتشريد الملايين منهم. وهو ماجعل حكومة الأمل تقوم بطرح خريطة طريق أمام الأمم المتحدة، زيادة عن التجديد لقرار فتح المعابر المؤدية لتوصيل المساعدات الإنسانية عن طريق دول الجوار عبر دول غرب أفريقيا تشاد – النيجر وهو ما عزز رغبة الحكومة السودانية في عدم ترك ملف المساعدات الإنسانية للأسرة الدولية بصورة منفردة وإنما هناك أطراف محلية تقع عليها المسؤولية في المقام الأول.
عسكريا حقق الجيش انتصارات غاية في الأهمية خلال الأشهر الماضية أبرزها تحييد عناصر الدعم السريع في مناطق بارا، أم صميمة، عند ولاية شمال كردفان، واستطاع القضاء على عدة محاولات لتسريب السلاح عن طريق مطار مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور والذي يأتي عبر إحدى دول الجوار مما أفقد الدعم السريع أدوات تنفيذ مخطط الاستيلاء على مدينة الفاشر بولاية شمال دافور وفقدان الآلاف من الجنود والمرتزقة.
ويؤكد الباحث في الشؤون السياسية الرشيد محمد أحمد أن طبيعة حال السودانيين ينظرون الأوضاع بمنظار ضيق مايدفعهم للنقد بصورة سالبة على حكومة الأمل ولكن الناظر للأمر بكلياته يجد أن الحكومة استطاعت تحقيق عده منجزات غاية في الأهمية على مستوى التعليم، والصحة مع إعلان فتح أبواب الجامعات السودانية، وإعادة المدارس بولاية الخرطوم، وارتفاع مستوى عائدات صادر الذهب ونجاح الموسم الزراعي باانسبة لمحصول الذرة. ويضيف الرشيد: سياسيا الآن تستعد الحكومة لتكوين المجلس التشريعي الانتقالي والذي من المتوقع أن يحقق قدرا كبيرا من التوازن والمشاركة في اتخاذ القرار وتعزيز مفهوم الرقابة على مؤسسات الدولة، كما أعلنت حكومة الأمل عن تعيين قاضي للمحكمة الدستورية بعد نحو 5 سنوات من الفراغ الدستوري وغياب أحد أهم أركان المؤسسات القضائية بالبلاد. إذن فإن جميع مامضى يحتاج للدعم والتطوير والالتفات لاحتياياجات الولايات التي تعيش قدرا من الحصار بإقليم دارفور، وجنوب كردفان، أيضا الدخول في شراكات لتنفيذ مشاريع تنموية لتمويل قطاعات الزراعة، والكهرباء، والصحة، والطرق.