إسحق أحمد فضل الله يكتب: (وفاة المغالطات)

مع إسحق

إسحق أحمد فضل الله

(وفاة المغالطات)

مبارك…
لا نحاول إقناعك بشيء،
فالحقيقة استقالت من زمان، ووجودها وعدمها الآن سواء.
وابن نوح عليه السلام كان يتخبط وسط الطوفان، ومع ذلك لا يصدق أن هناك طوفانًا.
والمغالطات فيها ذرة من الحياء، فمن يغالطك هو شخص يجعل لرأيك نوعًا من الاعتبار.
الآن الاعتبار هذا يذهب.
وتعجبنا حكاية مصرية، وفيها الخطيب يطلب أن يرى الفتاة ملط.
وشُحّ العرسان يجعل الأب يوافق،
والعرض يتم… الفتاة تمشي وترجع دون ثياب،
والعريس ينهض ويرفض الزواج بحجة أن الفتاة أنفها صغير…

…….

ودكتور محمد وقيع الله في كتاب له يحكي عن التلف العقلي عند اليهود،
قال — وهو ينقل عن كاتب أمريكي —
في تل أبيب كنت في فندق، وأعرف امرأة مات أو اختفى زوجها لسنوات، وهي لا تستطيع الزواج.
سألتها: لماذا؟
قالت: الحاخامات يحكمون أنه لابد أن يأتي شقيق الزوج (لقذف الحذاء).
وما قذف الحذاء؟
قالت: أنا الآن في حكم أنني زوجة له، ولا أنفك من هذا الحكم حتى يأتي — وهو كان في البرازيل — وأمام الحاخام يضربني بالحذاء على وجهي، عندها أكون مطلقة.
الدين اليهودي حكمه هو هذا.
لكن الكتاب يحكي ما هو أكثر وأكثر غرابة،
فالطباخون في الفنادق مثل كل اليهود لا يعملون يوم السبت،
والطعام يُعد يوم الجمعة، ويجعلون عربًا مسلمين يسخنون الطعام نهار السبت.
وعند التسخين، يحتج يهودي بأن رائحة الطبخ جعلت الطعام حرامًا،
وحاخام آخر يقول: ليس حرامًا،
والفندق يحتكم إلى كبار الحاخامات،
وهؤلاء يجتمعون لتعريف (ما هو الطعام)!!!
وهل البخار يُعد طعامًا أم لا؟
وبعد الجلسات الطوال ينتهون إلى تعريف هو:
(ما لا يأكله الكلب لا يُعد طعامًا).

……

والمثير هو أن اليهود يسرقون قصة فرح ود تكتوك،
ولو كان لهم وجود قبل الشيخ فرح لصرخ نوع من الناس عندنا بأن فرح هو الذي سرق الحكاية.
وفي الحكاية أن إقطاعيًا يطلب من فلاح تعليم كلبه اللغة العبرية، وإلا قتله،
والفلاح يقول: نعم أعلّمه، ويطلب خمس سنوات،
ويقول للناس: في خمس سنوات يموت الكلب أو الإقطاعي أو أنا.
وفي الحكاية السودانية، حين يُلزم الحاكم الشيخ فرح تعليم بعيره اللغة،
يلقى موافقة الشيخ.
والناس حين يسألون فرح عمّا يعنيه بالموافقة يقول:
في خمس سنين، يموت البعير أو الأمير أو الفقير.
والفقير هو الشيخ فرح.

……

يبقى أنه الآن ترتفع دعوة للتفاوض مع الدعم،
وحكاية الفتاة أعلاه نسردها لأن ما سوف يقع هو:
البرهان يوافق على العرض،
وهدنة يستجمع فيها الدعم أنفاسه،
ثم يعاود الهجوم بحجة أن الفتاة أنفها صغير،
أو بحجة أنه سوف يبحث عن سبب مستقبلاً.
ولماذا لا يفعل؟