تقسيم السودان .. مخاوف داخلية ومصالح خارجية

تقسيم السودان .. مخاوف داخلية ومصالح خارجية

أمدرمان: الهضيبي يس

أكد رمطان لعمامرة، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى السودان، أن الهدنة الإنسانية المطروحة من قبل الشركاء الدوليين تمثل فرصة نادرة لوقف القتال، وحماية المدنيين، وتخفيف المعاناة المتفاقمة في البلاد. وفي تغريدة نشرها عبر منصة “إكس”، رحّب لعمامرة بجميع الجهود الصادقة التي تهدف إلى تخفيف الأزمة الإنسانية، داعيًا الأطراف السودانية إلى اغتنام هذه الفرصة لتغيير مسار البلاد نحو السلام. وأشار إلى أن هدنة مستدامة قد تفتح المجال لحوار سياسي جاد، وهو السبيل الوحيد لتحقيق سلام عادل ودائم في السودان. وأشار لعمامرة إلى أن اتخاذ قرارات مصيرية في ظل أجواء الحرب الملبدة بالصراعات ليس بالأمر السهل، لكنه ضروري لإنقاذ الأرواح واستعادة الثقة بين الأطراف المتنازعة. وأضاف أن كل يوم يمر دون ضبط للنفس يؤدي إلى مزيد من المعاناة، حيث تفر العائلات خوفًا من القتال، وتُرتكب انتهاكات تهز الضمير الإنساني.

 

 

 

وأكد رمطان أن الأمم المتحدة على استعداد كامل للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتحويل الهدنة المقترحة إلى جسر حقيقي نحو السلام، مشددًا على أهمية التزام جميع الأطراف بوقف الأعمال العدائية وفتح المجال أمام تسوية سياسية شاملة.
بالمقابل، اشترط حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي انسحاب قوات الدعم السريع من المدن والمناطق السكنية والمستشفيات، والإفراج عن المختطفين، وتأمين عودة النازحين للموافقة على هدنة إنسانية في البلاد. وحذر مناوي في تغريدة على منصة “إكس” من أن أي هدنة دون الشروط السابقة ستعني تقسيم السودان، وأضاف متسائلًا: لمن تكون الهدنة دون حماية المدنيين ومحاسبة مرتكبي الجرائم؟ وأضاف مناوي: الإنسانية لا تتجزأ، وأي هدنة بغير ذلك تعني تقسيم السودان.
وتتخوف بعض الدوائر الداخلية والخارجية، والمراقبون لتطورات أوضاع الحرب في السودان، أن تفضي قضية سقوط مدينة الفاشر على يد مليشيا الدعم السريع، وما صاحبها من انتهاكات، إلى تقسيم البلاد بصورة جغرافية، مما يفرض واقعًا جديدًا على المنطقة برمتها ويشكل تصاعدًا آخر على صعيد المهددات التي تظل تحيط بقضايا الأمن والسلم الدوليين.
ويوضح الكاتب الصحفي والمحلل السياسي زهير عثمان أن المقترح الأمريكي بشأن تطبيق هدنة لوقف الحرب في السودان تحت طائلة الدواعي الإنسانية لتوصيل المساعدات للمتضررين من الحرب أمر جيد، ولكن ما لم نكفل جملة اشتراطات أساسية والالتزام بها فإن إجهاض أي محاولة سيكون جائزًا.
ويضيف زهير أن أبرز تلك الاشتراطات هي فتح المسارات الأمنية لأطقم المنظمات والعاملين في الحقل الإنساني، كفالة الالتزام بعدم أي خروقات على المستوى العسكري بشأن وقف إطلاق النار، وأيضًا إخلاء المدن من أي مظاهر “عسكرية”، مما يساعد على نشر مظاهر الفوضى والتهريب وسط المواطنين، فضلًا عن إقامة وتهيئة المعسكرات.
وزاد: وفيما يتعلق بقضية المخاوف بأن يكون تمدد رقعة الحرب في السودان مدخلًا للتقسيم، يرفض زهير هذا الرأي باعتبار ما هو موجود من روابط اجتماعية، ومصالح اقتصادية وجيوسياسية تحول دون تحقيق هكذا هدف أو مشروع، حتى وإن ارتفعت أصوات المطالب بهذا الفعل. سيما وأن مساعي فصل غرب السودان عن بقية أجزاء البلاد هو مشروع ومخطط قديم متجدد، تلعب فيه قضية الصراع حول الموارد أحد المطامع الرئيسية، ولكن جغرافيًا فهو أمر يشكل مهددًا كبيرًا لدول منطقة غرب وشمال إفريقيا، نظرًا لأن المحاولات للسيطرة على الإقليم ستكون من قبل بعض الجماعات المسلحة التي تحمل مشاريع لمجموعات وتحالفات إقليمية ودولية، مما يتوقع أن يخلق مزيدًا من الفوضى بالمنطقة.