د. عمر كابو يكتب: قحط بلا حياء .. أين النيابة العامة؟!

ويبقى الود

د. عمر كابو

قحط بلا حياء .. أين النيابة العامة؟!

 

في موطأ الإمام مالك رضي الله تعالى عنه حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم جاء في معناه: (إن لكل دين خلقًا، وخلق الإسلام الحياء).
ذاك ما أكده حديث ابن عمر الذي رواه عن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم أنه قال: (الحياء والإيمان قرنا جميعًا، فإذا رفع أحدهما رفع الآخر).
ما من صفة جليلة تصلح شعارًا للإسلام مثل الحياء الذي يمثل أعلى هرم الإيمان، عليه يرتكز، وبه يسمو ويعلو المرء رفعة ومنزلة ومهابة ومكانة.
ما حدث ويحدث في السودان منذ ذهاب حكومة الإنقاذ وحتى الآن يؤكد بجلاء أن قوم قحط (الله يكرم السامعين) لا يتورعون البتة عن المضي قدمًا في نشر الأكاذيب والأحابيل والدسائس والشائعات المغرضة في حق رموزنا الوطنية والعسكرية، بعد أن نزع الله منهم لباس الحياء والخجل.
هم من أطلقوا شائعات المفاوضات بين قواتنا الباسلة وبين ميليشيا الجنجويد الإرهابية، حتى إذا خرجت قيادة الجيش الثلاثة الكبار (البرهان، والكباشي، والعطا) قالوا إن البرهان قد مضى في اتفاق سري.
فإذا بالبرهان بطل معركة الكرامة والكبرياء يقطع الطريق عليهم برفضه القاطع لأي حوار مع قاتلي شعبه مغتصبي نسائه.
هنا عاودوا العزف مرة أخرى على أسطوانة أن الجيش ما هو إلا قوات خاصة بالكيزان (الجيش جيش الكيزان)، يريدون أن يقنعوا الرأي العام كذبًا صراحًا بأن جيشًا على قيادته البرهان ومحمد عثمان الحسين والكباشي والعطا هو جيش الكيزان.
جيش بجرة قلم، وفي قمة معاركه، يحيل أكثر من (400) بطل من أبطال معركة الكرامة والكبرياء خاضوا غمار المعارك بشرف وصبر ورباط ومسؤولية إلى التقاعد المبكر بحجة إتاحة الفرصة للترقيات، كأن هناك مطالبات متتالية بالترقيات.
من الإنصاف أن نثبت لهؤلاء الأبطال عدم إثارة موضوع الترقيات نهائيًا مذ بدأت الحرب، فقد ظلوا خلف قائدهم البرهان، لم يتقاعسوا عن واجب ولم يتخلفوا عن موعد.
وهل لأبطال رأينا عطاءهم داخل الميدان، عطاء من لا يخشى الحرب ويعف عند المغنم، في قيمة فوارسنا الجنرال العظيم نصر الدين (المدرعات)، وأحمد محمد خير الشهير بأحمدان (العمليات)، وإبراهيم الحوري (التوجيه المعنوي)، يمكن بجرة قلم إخراجهم من المعركة بعد أداء بطولي أهلهم ويؤهلهم لمزيد ترقية، أو على الأقل الاحتفاظ بهم إلى نهاية المعركة؟.
حين نقرر ذلك لا نطعن في قرارات قيادة الجيش التي ظللنا ندافع عنها بالحق دون إبطاء أو تسويف، لكن نقوله من باب أن ذلك قطعًا جاء استجابة لتلك الشائعات والتصنيفات غير الدقيقة.
حيث إن منطق الأشياء يرفض فكرة التخلي عمن يقاتل بشرف ويحمي ظهرك في أشد المواجهات، تحت مبررات وحجج باهتة مثل تطهير الجيش من الإسلاميين.
راجعوا كل الدول التي اجتاحتها المؤامرة ذاتها، مؤامرة تفتيت عضدها وتقسيم أراضيها، مثل العراق، فقد قالوا إن جيشه جيش البعثيين، وفي سوريا قالوا جيش البعثيين، وفي ليبيا قالوا جيش القذافي، حتى وصلوا إلى مقايضة ساذجة قسمت ليبيا إلى دولتين: دولة شرعية ودولة تحكمها ميليشيا على رأسها خائن عميل مرتزق.
هو ذات ما يسعون الآن إلى إقراره في السودان، حكومة شرعية يحكمها البرهان، وحكومة غير شرعية يجثم عليها (خرتيت) من هوانات قحط والجنجويد.
يستخدمون في ذلك كل أسلحة الكذب والإفك والتضليل المتعمد، على غرار ما يصنع الآن عملاء ومرتزقة دويلة الشر ممن ينتسبون إلى دولة السودان، وهو منهم بريء.
تابعوا ما يقول به عثمان ميرغني، ومبارك الفاضل، وخالد سلك، وعلاء الدين نقد، وبقية القحاطة، وهم يتحدون إرادة الشعب السوداني ويصرون على الدفاع عن براءة دويلة الإمارات الصهيونية التي عجز إعلامها أن يدافع عنها.
حين وصل الأمر لأن يتقدم نادي مانشستر سيتي المملوك لرجال أعمال إماراتيين برفع دعوى ضدهم، لأن النادي الكبير يعتقد أنهم يتبعون لدولة تقود أكبر مذبحة في التاريخ ضد مواطنين عزل أبرياء في الفاشر.
يتم تحريك إجراءات جنائية من نادي في لندن لا علاقة له من بعيد أو قريب بالسودان، وسيتم القبض على المتهمين ومحاكمتهم دوليًا.
في وقت يمارس ديوان النائب العام الصمت مكتفيًا فقط بالإعلان عن متهمين هاربين والحجز على حساباتهم البنكية داخل السودان الخاوية على عروشها.
نعم، ديوان النائب العام يعتقد أن هؤلاء الخونة والعملاء الفاسدين سيضعون أموال عمالتهم في حسابات داخل مصارف الخرطوم بكل هذه الأريحية والسذاجة.
سيظل هؤلاء الكلاب يواصلون حملتهم الشرسة ضد قيادة الجيش، يطعنون من الخلف ما داموا في حرز أمين تحت حماية النيابة العامة التي يكفيها خزي أن يكون رئيس ناديها نائب عام حكومة القحاطة الهوانات، أو ما يسمى بحكومة (تأسيس)، ذاك المدعو أحمد الحلا أحد أتفه منسوبي المؤسسات العدلية.
يا سيادة الرئيس البرهان، كتبت عشرات المقالات، لن يصمت هؤلاء الخونة العملاء المأجورون إلا بضغط من نائب عام ورئيس قضاء أقوياء يستطيعون تفعيل إجراءات استرداد كل من يتطاول على رمز البلاد وقيادة الجيش.
وإلى أن تستجيب سيادتكم لدواعي التغيير في المؤسسات العدلية قضاءً ونيابة، فلا تتوقع من حمقى غير الطعن من الخلف لشعب عظيم وجيش مهيب.
من يريد أن يدرك حجم المأساة والخذلان الذي يمارسه ديوان النائب العام، فليتابع تصريحات بعثي حقير لا يحمل صفة واحدة من صفات (الرجولة)، لا مظهرًا ولا مخبرًا، حتى اسمه صار (ود كوثر).
ابن الأنثى هذا خرج قبل يومين في مقطع فيديو يبرر ما تفعله دويلة الإمارات الصهيونية ضد الشعب السوداني بأنها تدافع عن نفسها، مبررًا ذلك بأنها تدافع عن أمنها القومي ضد خطر (الكيزان).
لو كنت مكان (النائبة العامة) هذه لما ترددت لحظة في إجراءات استرداد هذا الخائب (الباطل) لحظة واحدة، لكنه التقاعس والخذلان في ديوان يزخر بالقحاطة ممن عملوا في لجنة التمكين الفاسدة، وما زالوا يتصدرون المشهد ويجلسون على أكبر إداراته.
ديوان هذا حاله، هل تتوقعون منه أن يسترد مجرمًا واحدًا يخيف به بقية هؤلاء القحاطة الهوانات؟.
لك الله يا وطني، لك الله يا جيشنا الذي لا يجد مساندة من مؤسسات كان يمكن أن تكون له درعًا وسيفًا بتارًا.
حسبنا الله ونعم الوكيل، فقد نزع الحياء حتى من مؤسسات الدولة، فترك الجيش والشعب وحدهما في وجه العاصفة ضد القحاطة وميليشياهم ومؤسسات الدولة التي تكتنز بهم.
نعم. إنا لله وإنا إليه راجعون.