مواطنو الدلنج يطالبون بفتح ممرات آمنة وسط حصار وقصف متواصل

رصد: ألوان

يعيش سكان مدينة الدلنج بولاية جنوب كردفان أوضاعًا إنسانية غاية في القسوة، وسط حالة من الخوف والذعر المستمر نتيجة القصف المدفعي المكثف والحصار المفروض على المدينة منذ أكثر من عام.

ودفع هذا الوضع عددًا كبيرًا من المواطنين إلى مطالبة السلطات والمنظمات الإنسانية بفتح ممرات آمنة تتيح لهم الخروج من المدينة بسلام.

وقال عدد من المواطنين لـ”دارفور24″ إن حياتهم باتت شبه مشلولة، في ظل تدهور الأوضاع الأمنية والمعيشية، مع استمرار القصف الذي يستهدف أحياء المدينة بشكل متكرر، وتقييد الحركة بشكل كامل بسبب الحصار المفروض من قبل الأطراف المتحاربة.

وأشار أحد سكان المدينة إلى أن العائلات أصبحت تعيش بين الخوف من القصف والخشية من المجهول.

وأضاف: “إذا توفر لنا طريق آمن سنخرج فورًا أنا وأولادي، لكننا لا نضمن ألّا نتعرض لانتهاكات أو اعتقالات من قبل أي من القوات المنتشرة في الطرق، سواء الحركة الشعبية أو قوات الدعم السريع”.

وكانت الطرق التي تؤدي من الدلنج وحجر الجواد إلى الجبال الستة مرورًا بمنطقة هبيلا قد شهدت في أغسطس الماضي انتهاكات واسعة بحق المواطنين الذين حاولوا الخروج من الدلنج وكادقلي المحاصرتين.

وقال مواطن آخر أن الوضع الإنساني ازداد سوءًا خلال الأشهر الأخيرة مع شح المواد الغذائية وانقطاع الإمدادات الطبية.

وشدد على أن المرضى وكبار السن يواجهون خطر الموت البطيء نتيجة انعدام الأدوية وصعوبة الوصول إلى المرافق الصحية.

وشهدت مدينة الدلنج خلال الأشهر الماضية زيادة في وتيرة القصف المدفعي من قبل الحركة الشعبية – شمال وقوات الدعم السريع المتحالفة معها، ما أدى إلى نزوح عشرات الأسر من الأحياء الشرقية والجنوبية نحو مناطق أكثر أمانًا داخل المدينة، بينما يحاول آخرون البحث عن ممرات تؤدي إلى مناطق خارج نطاق القتال.

وطالب المواطنون المنظمات الإنسانية والأمم المتحدة بالتدخل العاجل لفتح ممرات إنسانية آمنة تضمن خروج المدنيين المحاصرين، وتسهيل دخول المساعدات الغذائية والطبية إلى المدينة.

وتواجه مدينة الدلنج حصارًا من قبل قوات الدعم السريع والحركة الشعبية شمال من جميع الاتجاهات منذ يناير المنصرم، باستثناء الشارع الواصل بين الدلنج وكادقلي، مما خلق أزمة في الغذاء والدواء بسبب عدم القدرة على إيصالها إلى المدينة.

وتسيطر قوات الدعم السريع على مدينة الدبيبات والفرشاية والقرى المحيطة بهما شمال مدينة الدلنج، إضافة إلى التكمة وحلة خميس وهبيلا شرق المدينة، فيما تسيطر الحركة الشعبية على جميع المناطق الواقعة في الاتجاه الغربي والشمالي والجنوب الغربي للمدينة.