الجيش والمشتركة .. الزحف الأكبر لتحرير دارفور

الجيش والمشتركة .. الزحف الأكبر لتحرير دارفور

 

تقرير: مجدي العجب

في قلب رقعة وطنية تمزقها التوترات وتتعرض فيها خريطة الأمن لارتجاجات متكررة، تبرز اليوم مواقف قيادية تحمل في طياتها مزيجًا من الحزم والحسم السياسي والعسكري. في ضوء التصريحات الأخيرة للفريق أول ركن ياسر العطا، عضو مجلس السيادة، وحاكم إقليم دارفور رئيس حركة جيش تحرير السودان مني أركو مناوي، تتبدى لنا مشاهد المعركة القادمة بعد دخول مليشيات الجنجويد الفاشر ومارست فيها كل أنواع السحل والقتل والتشريد والإبادة الجماعية.
لذلك كان الفريق أول ركن ياسر العطا يطلق كلماته من فوهة بندقيته مُضاعفًا عن إرادة الشعب السوداني، وأن القوات ليست دعاة حرب بل فاعلون يسعون. وأكّد عضو مجلس السيادة الفريق أول ركن ياسر العطا أن العمليات ستستمر «حتى الوصول إلى إخوتنا في دارفور»، واصفًا ما يجري بأنه «استجابة لإرادة الشعب ومؤسسته العسكرية». وكذلك أعلن حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي انطلاق القوات نحو الغرب لاسترداد الأراضي التي قال إنّها استولت عليها قوات الدعم السريع، مؤكّدًا عزمه على «تحرير» السودان شبرًا شبرًا.

 

 

أبعاد التحرك العسكري

هذه التصريحات تسلّط الضوء على أبعاد التحرك العسكري وآثاره المحتملة على المدنيين ومستقبل الاستقرار الإقليمي. وأعلن العطا استمرار «زخم العمليات» حتى الوصول إلى دارفور، مؤكّدًا أن التحركات تأتي «استجابة لإرادة الشعب ومؤسسته العسكرية» وأن الهدف حماية أمن الوطن وسلامته. من جهته، قال حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي إنّ القوات تحرّكت بناءً على تكليف من القيادة لاسترداد الأراضي التي وصفها بأنها محتلة، مع وعد باستعادة كل المناطق حتى «أم دافوق».
حاكم إقليم دارفور ورئيس حركة جيش تحرير السودان مني أركو مناوي أكثر الساسة إدراكًا بالمؤامرة التي تُستخدم فيها جهات خارجية مليشيا الدعم السريع والتي لا تفرق بين الحكومة والمواطن؛ فقد ظلّ مناوي ينبري للجنجويد منذ البداية معلنًا أن الهدف عند الجنجويد أولًا هو تشريد المواطن السوداني وممارسة الإبادة الجماعية والتطهير العرقي في إقليم دارفور. وبعد سقوط الفاشر التفت العالم كله لممارسة المليشيا المتمرّدة في دارفور.

 

التحرير العاجل

 

ويقول الأكاديمي والمحلل السياسي الدكتور محمد تورشين: بعد ما اتضح لكل العالم أن مليشيات الدعم السريع المدعومة إماراتيًّا تنتهج نهج الإبادة الجماعية والتطهير العرقي في دارفور، لا بد من تحرك الجيش والقوة المشتركة والقوات المساندة لتحرير دارفور وكردفان في وقت وجيز. وأضاف في حديثه لـ«ألوان»: الوضع الإنساني في دارفور صعب للغاية، وأمام القوات المسلحة السودانية والقوة المشتركة مسؤولية أمام المواطن الذي ينتظرها لتخلصه من أيدي الجنجويد. وزاد في قوله إن تأخر تحرير دارفور وكردفان سوف يدفع المواطن ثمنه أمام هذه المليشيا المتمرّدة الإرهابية.

 

اقترب الزحف

 

فيما يرى الأكاديمي والمحلل السياسي الدكتور الرشيد محمد إبراهيم أن حديث عضو مجلس السيادة الفريق أول ركن ياسر العطا وحاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي يؤكد أن كل القوات على أهبة الاستعداد لتحرير دارفور وكردفان. وأضاف الدكتور الرشيد في حديثه لـ«ألوان» قائلاً: ما قاله أيضًا مناوي يقع في خانة أن الرجل يدرك أفعال الجنجويد وكذلك المسؤولية التاريخية التي تقع على عاتقه؛ فلن يستكين حتى تتحرر دارفور ويعود السكان إلى منازلهم التي طردهم منها مرتزقة الدعم السريع المتمردة. وختم حديثه لنا قائلاً: كل ذلك يبين الاستعداد الكامل لانطلاق عمليات التحرير وزحف الجيش والقوة المشتركة نحو دارفور وكردفان.