من بنغازي إلى الفاشر .. إمداد المليشيا يمر عبر حفتر

من بنغازي إلى الفاشر .. إمداد المليشيا يمر عبر حفتر

 

تقرير: مجدي العجب

في تطور يثير جدلاً واسعًا ويكشف جانبًا جديدًا من خيوط الحرب الدائرة في السودان، تصاعدت الاتهامات داخل ليبيا ضد قائد ما يُعرف بالجيش الوطني الليبي خليفة حفتر وأبنائه، بالتورط في دعم مليشيا الدعم السريع المتمردة التي شنت هجومًا دموياً على مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور. وتأتي هذه الاتهامات، التي أطلقها الإعلامي الليبي طه حديد، لتسلّط الضوء على دور إقليمي متشابك تتداخل فيه المصالح العسكرية والسياسية، حيث أشار إلى دعم إماراتي واسع يتم تمريره عبر الأراضي الليبية الخاضعة لسيطرة حفتر، ما يعزز المخاوف من اتساع رقعة الصراع وتحوله إلى حرب بالوكالة تتجاوز حدود السودان.

 

 

حفتر مشارك في الجرائم

 

واتهم الإعلامي والمدوّن الليبي طه حديد خليفة حفتر وأبنائه (صدام وخالد) بالتورط المباشر في الهجوم على مدينة الفاشر شمال دارفور، والذي أسفر عن مقتل وتشريد آلاف المدنيين. وقال حديد في مداخلة مع قناة ليبيا الأحرار إن الحرب الأخيرة أودت بحياة نحو 3000 مدني، معظمهم من النساء والأطفال والشيوخ، وأدت إلى تشريد آلاف آخرين على يد المليشيا. وأضاف أن مليشيا الدعم السريع تتلقى دعماً عسكرياً ولوجستياً من دولة الإمارات العربية المتحدة عبر الأراضي الليبية الخاضعة لسيطرة حفتر، بما في ذلك أكثر من 160 رحلة شحن أسلحة بين يوليو وأكتوبر 2025 إلى مطاري بنغازي والكفرة، تم تسليمها لاحقًا لمليشيا الدعم السريع المتمردة.
وأكد طه حديد أن المليشيا المتمردة تستخدم معسكرات قاعدة السترة جنوب ليبيا للتدريب والإمداد، ولتشغيل الطائرات المسيرة التي شاركت في الهجوم على الفاشر.
وطالب الإعلامي الليبي حكومة عبد الحميد الدبيبة باتخاذ موقف رسمي واضح حيال تورط حفتر، معبرًا عن استغرابه من غياب أي إشارة رسمية في بيانات وزارة الخارجية الليبية حول دور حفتر في إسناد مليشيا الدعم السريع المتمردة.

 

تحقيقات دولية

 

ويرى مراقبون أن هذه الاتهامات – التي تتقاطع مع تقارير أممية سابقة حول استخدام الأراضي الليبية لتمرير السلاح إلى السودان – قد تفتح الباب أمام تحقيقات دولية جديدة، خاصة في ظل المطالبات المتزايدة بمحاسبة المتورطين في جرائم الحرب التي ارتكبت بحق المدنيين في إقليم دارفور. وبينما يلتزم حفتر الصمت حيال هذه الاتهامات، تتصاعد التساؤلات حول مدى تورطه في تحويل ليبيا إلى منصة لإشعال الصراعات الإقليمية.

 

شراء الجوار

 

ويقول الأكاديمي والمحلل السياسي دكتور محي الدين محمد محي الدين إن الإمارات استطاعت أن تشتري بعض المليشيات الإرهابية في دول الجوار. وأضاف أن حفتر رجل قابل للبيع والشراء، وقد تورط في حرب السودان منذ بدايتها، وشكل جسرًا يربط بين المليشيا المتمردة وداعمها الإقليمي، وكان أحد حلقات الوصل في هذه الحرب التي نفذت فيها مليشيا الدعم السريع إبادة جماعية في دارفور.

 

حفتر وتجارة الارتزاق

 

ويرى الصحافي والمحلل السياسي عاصم البلال الطيب أن حفتر أحد المليشيات الإرهابية في المنطقة، وهو رجل يغذي التمرد والمليشيات. وزاد في قوله: حفتر وجد أرضًا خصبة في المنطقة، وسلك طريق دعم التمليش. وما حدث في الفاشر له فيه أيادي قوية ودعم واضح، ولم يستبعد أن تكون مليشيات حفتر قد شاركت مع الجنجويد في سقوط الفاشر، ومارست بشكل أو آخر الإبادة التي طالت مكونات بعينها في دارفور.