البرهان من السريحة .. اعلان التعبئة العامة
البرهان من السريحة .. اعلان التعبئة العامة
تقرير: الهضيبي يس
دعا رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان لانضمام كل من يستطيع حمل السلاح للمشاركة في القتال ضد قوات الدعم السريع. وقال البرهان في خطاب أمام حشد بقرية السريحة بولاية الجزيرة، إن مليشيا الدعم السريع ومن عاونها لا مكان لهم في السودان. وكانت قرية السريحة قد شهدت مقتل العشرات من المدنيين على يد قوات الدعم السريع إبان سيطرتها على ولاية الجزيرة، وذلك وفقًا لتقارير صحفية. وشدد البرهان بعدم وجود هدنة أو أي حديث مع الدعم السريع، قبل أن يشترط تجميع الدعم السريع في مكان واحد وإلقاء السلاح للتفاوض. وتابع البرهان: نقول للوسطاء إن الحوار سيكون بعد وضع المتمردين السلاح.. سنواصل القتال حتى نقتص من الدعم السريع ونقضي عليه.
وأضاف البرهان أن كل السودانيين اكتووا بنيران الحرب التي تركت آثارًا مدمرة، لجهة أن التمرد نهب ونكّل وقتل السودانيين – حسب تعبيره -. وذكر البرهان أنهم مصممون على إنهاء التمرد، مشيرًا إلى أن المواطنين يرفضون التواجد في مناطق الدعم السريع ويلجأون إلى مناطق سيطرة الجيش.
وكانت كل من دول “مصر، السعودية، الإمارات العربية المتحدة، الولايات المتحدة الأمريكية” قد تبنت وساطة لإنهاء الحرب في السودان، وضعت من خلالها خارطة طريق تبدأ بإنفاذ هدنة وُصفت بالإنسانية لنحو 3 أشهر.
بينما جاءت مجازر مدينة الفاشر التي أقدمت عليها مليشيا الدعم السريع بحق المدنيين العزل، مما أسفر عن مقتل ما يقارب 3 آلاف شخص من بينهم الأطفال والنساء، وفقًا لتقارير لمنظمات أممية، خطوة اجتياح الفاشر بولاية شمال دارفور بعد نحو عامين من الحصار الذي ولّد المرض والجوع والموت، وكاد أن يُجهض أي مساعٍ ومحاولات لتسوية عسكرية سياسية بالسودان في القريب حسب ما وصف مراقبون لتطورات الأوضاع.
ويشير الكاتب الصحفي والمحلل السياسي عباس محمد صالح إلى أن قائد الجيش من خلال زيارته لولاية الجزيرة ومنطقة السريحة بالتحديد، وهي أيضًا إحدى المناطق التي تعرضت لانتهاكات، أراد اختبار الإرادة الشعبية حول أي تحرك سياسي أو عسكري متوقع بشأن ما يتردد عن هدنة إثر تفاوض مشروط. ويضيف عباس: بينما حديث البرهان عن التفاوض المقرون بالتخلي عن حمل السلاح والتجمع في أماكن محددة بالنسبة للدعم، هي ما تكاد ذات الاشتراطات التي وقع عليها الدعم السريع نفسه من خلال بروتوكول الترتيبات الأمنية الوارد باتفاقية جدة لشهر مايو من العام 2023 ما يعني أن مرجعية الجيش والحكومة السودانية تظل هذا الاتفاق في أي عملية سياسية مرتقبة.
وشدّد عباس على ضرورة إطلاق حملة تكون بمثابة استفتاء شعبي لمعرفة مدى ميول الشعب السوداني بشأن مبادرة مجموعة الرباعية بقيادة الإدارة الأمريكية، وما ذهبت إليه واشنطن من خارطة طريق تتضمن تطبيق هدنة إنسانية لثلاثة أشهر، يتم خلالها التخطيط لمفاوضات مباشرة حول بنود سياسية وعسكرية. ودواعي ذلك قطعًا الاطلاع على رغبة السودانيين في “السلام”: هل عن طريق فعل سياسي وتسوية ثنائية أم إنهاء مشروع الدعم السريع في السودان؟.