إسحق أحمد فضل الله يكتب: (والمرحلة الآن….)

مع إسحق

إسحق أحمد فضل الله

(والمرحلة الآن….)

و.. وصلنا المواجهة. وكل شيء الآن في الصقيعة… وداخلياً الأسبوع الجديد هذا يحمل رئيس وزراء جديداً للأسلوب الجديد، ورئيساً جديداً لجهاز الأمن والمخابرات….
والخارجية أيضاً… الطابق الخامس فيها يدخله وزير خارجية جديد.
وأحد من الثلاثة القياديين يقود التخطيط المخابراتي لأنه يحمل خبرة عسكرية، ويحمل خبرة استخباراتية، ويحمل تجربة طويلة في التعامل مع سحب الانفجارات.
ولا ننسى أنه في أيام حرب الجنوب كان الرجل هذا يقود سرية في فشلا…
وطواف…. والمعسكر يفاجأ بصوت اشتباك.
والقيادة تتصل بالرجل:
… عايز مدد؟
قال: لا…
ودقائق والمعركة تتسع، والمعسكر يعاود الاتصال:
… نرسل ليك شنو؟
قال: لا شيء.
والمعركة تتسع بشكل مخيف، والمعسكر يسأل:
… نرسل ليك شنو؟
قال: رسلوا لي سعوط.
والمعسكر يرسل الإمداد المهم هذا.
والرجل هذا… والنوع هذا، يتجه لقيادة المخابرات الآن للمرحلة القادمة… مرحلة نهاية الحرب ومرحلة ما بعد الحرب.
……
والسودان يظل هو المخدوع الذي يُخدع ويبكي، ويخدع ويبكي.
ولأول مرة السودان في الأسبوع الماضي يصبح مخادعاً يخشاه العدو.
وفي الأسبوع الماضي الإمارات — بعد طلبها اللقاء مع البرهان — تقول:
نحن جاهزين للانسحاب من الحرب… وجاهزين لتبويس اللحى (يعني المصالحة).
وما ليس مؤكداً هو أن الإمارات عرضت تسليم حميدتي للخرطوم… وتسعة من قادته… فتح خشم… لكن…
وبعد “لكن”… تقول الإمارات:
كيف نضمن أن البرهان لن يسلّم استثماراتنا لغيرنا؟
قالوا: البرهان مخادع…
…..
ما كان يؤجل تعيين قيادات ماهرة هو الخوف من ترجمة التعيينات هذه بقاموس الجهوية…
لكن الدولة تجد أن الخوف من كذا وكذا خوف يقيّد حركة الحرب وحركة العلاقات مع جهات كثيرة…
والدولة تنفض يدها من التحسب، ومن هنا جاء العمل… علناً.
وبالعمل علناً تهبط طائرات حربية ضخمة في بورتسودان، والأسلحة تتدفق منها… نص النهار.
وما بين الأربعاء واليوم الطائرات تتخابت… دي طالعة ودي نازلة.
ومصر — في أجواء العمل المعلن — تقول:
لن نسمح للدعم السريع بالاقتراب من مطارات قرب حدود مصر.
ومن العمل المعلن… أن أمريكا تحجب اتفاقيات تسليح للإمارات وتعلن ذلك.
وأمريكا تعلن ما يعني أنها لن تسمح للصين وروسيا بابتلاع إفريقيا… والبحر الأحمر.
والحديث عن البحر الأحمر يقود إلى الموانئ… وإلى باب المندب… واليمن إن هي أغلقت باب المندب من هنا، وإيران تغلق ممر البحر من هناك، اضطرب النفط… وأسعار سلع كثيرة… والتوتر العالمي الآن لا يسمح بلعب دولة ليست أكثر من “بئر بترول فوقه عَلَم”.
ومن الإعلان… أمريكا تمنع حفتر من إقامة بنك عنده في مقابل بنك طرابلس.
وقيادة الدعم تقول أمس:
ناقشنا مع أوروبا وأمريكا الموقف… ونحن في مواجهة كارثة.
والإعلان هذا يأتي قبل يوم من طحن حاويات النفط في الحدود….
وقبل طحن الدعم حول بابنوسة…. والدعم تعجز عرباته عن الهروب….
والنفط للجيش مثل الهواء في الرئتين…
والآن الجيش يده تعصر حلقوم الدعم…. وعلناً.