أحمد الشريف يكتب: (الكاوبوي).. يخطو لتغيير (البقر)

كتابات

أحمد الشريف

 

(الكاوبوي).. يخطو لتغيير (البقر)

 

السياسة هي تغيير المصالح والتوازنات. فتصريحات (وزير الخارجية الأمريكي) تشير إلى أن الثوابت في السياسة تتغير حسب ما يفرضه فقه الواقع. (فالبارومتر) الأمريكي سجل حالة ضغط عالية الدرجات على إدارة (ترامب) بسبب (الإمارات) و(مليشيا الدعم السريع) جراء المجازر التي ارتُكبت في الفاشر.. (القشة التي قصمت ظهر بعير أمير الدويلة).
فالحراك الإعلامي العالمي ضد الانتهاكات اللاإنسانية بعد سقوط الفاشر فظاعة هزّت الضمير العالمي، وقذفت بالميليشيا وداعمتها في نفق سحيق، فأجبرت إدارة ترامب على تغيير (المسار)، فتتراجع لتحفظ لأمريكا هيبتها ووزنها أمام العالم الذي يغلي، عطفاً على ضغط (الشارع الأمريكي) وتحركات (الكونغرس) لتصنيف الدعم منظمة (إرهابية). فلا مناص أن تذهب الإدارة الأمريكية في اتجاه (الكونغرس)، وتزيد الكيل كيلاً بالضغط على الدويلة لوقف الدعم للمليشيا، ورسائل بعين حمراء للدول التي عبرها يتم شحن السلاح للدعم.
فهذا التغيير (الدراماتيكي) ما كان ليتم لولا تهور محمد بن زايد، (المكلّف) من أمريكا بمهمتين في مشروع (حرب السودان) والتي هي صناعة أمريكية ومساهمات بريطانية إسرائيلية.
فالمهمة الأولى (صناعة الحرب) وقد تمت، والثانية يتكفل بن زايد بشراء السلاح، وقد (نُفّذ) المطلوب، وقام بمهمة شحنه على أحسن ما يكون.
لكن اختياره لحميدتي وقيادات القوات، وجلب مرتزقة، وارتفاع سقف الفوضى والهمجية المتوحشة، جعلت من قوات مليشيا دقلو “داعش” جديدة، أوردته المهالك، فغرق في بحور الطموحات بأنه إمبراطور لإفريقيا، بعد أن اشترى بعض قادة إفريقيا. وبالطبع، كل ذلك مرصود ومحفوظ في الأضابير الأمريكية.
فالمعطيات لا تبوئ أن الدعم سينتهي كما انتهت داعش وبوكو حرام. وستُفرد (الرباعية) مفاوضات ثنائية بين السودان والإمارات، وقد تنتهي بشروط السودان… بينما هناك في أبوظبي ترتيبات (للكاوبوي) لتغيير (البقرة).. ورصيفاتها. للثور الأمريكي (بقرة) من الجيل الجديد!! يُبعد محمد بن زايد — الكرت المحروق… ترتيبات جارية لتنصيب شقيقه (هزاع)، الذي يقود الآن تياراً معارضاً داخل الأسرة. فإقالة محمد قد تحفظ لها بعض ماء وجهها.