فليتشر: الفاشر تعيش أسوأ أزمة إنسانية وتزايد أعداد الفارين
رصد: ألوان
قال توم فليتشر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إن مدينة الفاشر في ولاية شمال دارفور تعيش واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في السودان، بعد أن ظلت تحت الحصار لأكثر من 560 يوما، بينما يتزايد عدد الفارين إلى مناطق أكثر ازدحاما وضعفا.
وقال فليتشر في مقابلة مع “سودان تربيون” الجمعة خلال زيارته إلى منطقة طويلة التي استقبلت آلاف النازحين من الفاشر، أن صور الأقمار الصناعية وشهادات الفارين تكشف عن “روايات مروعة” تشمل الاغتصاب والتعذيب والابتزاز في محيط الفاشر. وأكد أن الوضع “مرعب” وأن الأزمة تتجاوز قدرة العاملين الإنسانيين على الاستجابة.
والتقى المسؤول الأممي في “طويلة” نساء قال إنهن تحمّلن “أفظع أهوال حصار الفاشر”.
وأوضح أن الأمم المتحدة تعمل على إرسال فريق تقييم إلى الفاشر بضمانات أمنية كاملة، كما تحاول إجلاء الجرحى وتأمين ممرات آمنة للمدنيين الراغبين في المغادرة.
وقال إن الأولوية هي “بناء صورة أوضح للاحتياجات” داخل المدينة التي يصعب الوصول إليها.
وأشار المسؤول الأممي إلى أن المنطقة تشهد تدفقا كثيفا للوافدين خلال الأسابيع الأخيرة، ما أدى إلى إنهاك السكان والمنظمات.
وقال إن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية يدفع بمزيد من الموظفين إلى دارفور، مشيرا إلى الإفراج عن 20 مليون دولار من الصندوق المركزي للطوارئ، إضافة إلى تمويل إضافي من صندوق السودان الإنساني لدعم الفاعلين المحليين.
لكن المسؤول الأممي شدد على أن “ما لدينا لا يكفي” وأن الوصول الكامل عبر دارفور، بما في ذلك عبر معبر أدري الحدودي، ضروري للحفاظ على تدفق المساعدات.
ولفت إلى أن معبر أدري عبر تشاد ما يزال مفتوحا وأن أكثر من ألفي شاحنة عبرت منه منذ أغسطس 2024، مضيفا أن هذه النقطة تعد “حيوية للغاية” للعمليات.
وقال إنه أثار مسألة استمرار فتح المعبر مع السلطات في بورتسودان خلال زيارة سابقة هذا الأسبوع.
وفيما يتعلق باتهامات استخدام التجويع كسلاح، قال فليتشر إن فرق الأمم المتحدة مرت خلال الأيام الماضية بنقاط تفتيش تابعة لقوات الدعم السريع أثناء طريقها من أدري إلى طويلة، مؤكدا أن فتح الطرق المؤدية إلى الفاشر لمرور الإغاثة وخروج المدنيين أولوية ملحة. وأضاف أن وجود موظفين دوليين في شمال دارفور يمثل بداية، لكنه “مجرد بداية” تتطلب حضورا أكبر وانخراطا دوليا أوسع.
وحذر المسؤول الأممي من انهيار تشغيلي بسبب نقص التمويل، موضحا أن نداء العام الحالي البالغ 4 مليارات دولار لم يتلق سوى ثلث احتياجاته. وقال إن الأمم المتحدة تحتاج إلى 500 مليون دولار بشكل عاجل خلال الربع المقبل، مع وجود 600 ألف شخص في تسع محليات لا يمكن الوصول إليهم بسبب القتال. وأضاف أنه في حال توفر وقف لإطلاق النار والسماح بالوصول، ستحتاج العمليات إلى 350 مليون دولار إضافية لتغطية احتياجات الأشهر الثلاثة المقبلة.
ورداً على الاتهامات بالفشل في التعامل مع أزمة السودان الإنسانية رد فليتشر قائلا إن الأمم المتحدة تدعو كل دولة تملك نفوذا إلى استخدامه الآن. وأضاف أن المدنيين “لا تحميهم البيانات” وأنهم بحاجة إلى ضغط حقيقي على الأطراف المتحاربة.
وطالب بحماية المدنيين ومحاسبة مرتكبي الانتهاكات وضمان وصول المساعدات دون عوائق وزيادة التمويل الدولي حتى يتمكن العالم من “الاستجابة لحجم اللحظة”.
وفي تغريدة على منصة (X)، اليوم السبت قال فليتشر إنه قابل في بلدة طويلة أمهات ومقدّمي الرعاية لأطفال يعانون من سوء التغذية.
وأضاف: “لقد أخفق العالم في حمايتهن، ويجب ألّا نخفق في ذلك مرة أخرى”.